حذر بطل العالم السابق الن بروست فريق ماكلارين مرسيدس من عواقب السماح لسائقيه البريطاني لويس هاميلتون وبطل العالم في العامين الماضيين الاسباني فرناندو ألونسو في منافسة بعضهما على لقب بطولة العالم لسباقات فورمولا 1، معتبرا ان الفريق البريطاني-الألماني قد يندم كثيرا جراء عدم فرض قيود على سائقيه.
وسيطر هاميلتون وألونسو على السباقات الثلاثة الماضية، آخرها فوز الأول على حلبة انديانابوليس الأميركية الأحد الماضي ؛ليلحق هذه النتيجة بفوزه الأول في مسيرته في سباق كندا، ما سمح لماكلارين مرسيدس بالابتعاد بفارق 35 نقطة عن منافستها فيراري، فيما ابتعد «تايغر وودز» رياضة الفئة الأولى في الصدارة بفارق 10 نقاط عن زميله بطل العالم.
وشهدت حلبة انديانابوليس منافسة شرسة بين هاميلتون والونسو على المركز الاول خصوصا بعد الانطلاق وفي اللفات الاخيرة من السباق عندما حاول الاسباني ان يتخطى زميله الشاب الذي اكد بدايته النارية واحرج بطل العالم.
ورأى بطل العالم 4 مرات ألن بروست 3 منها مع ماكلارين المزودة بمحركات تاغ بورش ثم محركات هوندا، أن الوضع الحالي قد يؤذي الفريق.
واختبر بروست هذا الواقع عندما كان يتنافس مع زميله البرازيلي الراحل ايرتون سينا على اللقب العالمي الذي ذهب لمصلحة الأخير العام 1988، ثم رد بروست اعتباره في العام التالي.
وتابع بروست في حديث مع صحيفة «البايس» الاسبانية «اعتقد انه أمر خاطئ أن يكون لديك سيارتين متساويتين في الفريق ذاته لانه في النهاية سيرتد هذا الأمر عليه بسبب التوتر الزائد بين السائقين».
واعتبر بروست أن هاميلتون استفاد من الاختبارات الطويلة التي أجراها على جهاز المحاكاة في ماكلارين، مضيفا «أن جهاز المحاكاة وصل حاليا الى درجة المثالية، وهو باستطاعته حتى أن يجعلك تختبر شعور القيادة تحت الأمطار وعلى الاسفلت المبتل».
وواصل «لقد عمل هاميلتون على هذا الجهاز أكثر بكثير من الونسو، وطريقة قيادته سلسة جدا واقل خشونة من الإسباني وبالتالي اعتقد أن ماكلارين لا تجد صعوبة في تجهيز وتحضير السيارة بشكل يتلائم مع قيادة هاميلتون».
وأعرب بروست (52 عاما) الذي اعتزل هذه الرياضة العام 1993 بعد تتويجه بلقبه العالمي الرابع مع وليامس رينو هذه المرة، عن عدم رضاه للواقع الحالي لرياضة فورمولا واحد ؛لان المبالغة في استخدام التكنولوجيا أساء إلى روح التسابق، مضيفا «الوضع الآن يختلف عن السابق، في ايامي كان السائق أهم من السيارة، اما الآن فالتكنولوجيا أولا ثم يدي السائق ثانيا».
وتابع «مستوى السيارات متقارب جدا بسبب التقدم التكنولوجي الذي يصعب كثيرا من مهمة التجاوز وبالتالي تحسم السباقات داخل الحظائر. الإستراتيجية التي تعتمدها الفرق تكون حاسمة جدا والأمر الوحيد الذي يخرج عن سيطرة الفرق هو أخطاء القيادة».
يذكر أن بروست بدأ مسيرته العام 1980 مع ماكلارين فورد ثم انتقل إلى رينو قبل ان يعود العام 1984 إلى الفريق البريطاني الذي تحول إلى محركات تاغ بورش حيث حل ثانيا قبل أن يتوج باللقب العالمي في العامين التاليين وكان لقب العام 1986 بعد منافسة شرسة مع ثنائي وليامس هوندا البريطاني نايجل مانسل والبرازيلي نيسلون بيكيت.
ثم تراجع أداء ماكلارين في 1987 فقررت التحول إلى محركات هوندا «توربو»، لكن هذا التحول كان مترافقا مع استقدام سينا أيضا، فاشتعلت منافسة شرسة بين الزميلين اللذين حصدا 15 فوزا خلال 16 سباقا، إلا أن الفوز كان من نصيب سينا على رغم أن الفرنسي تفوق عليه حينها من حيث عدد الانتصارات.
ورد بروست اعتباره في العام التالي الذي شهد «حربا» بين السائقين بدأها سينا بعدم احترامه تعهد تفاهم عليه الزميلان لمنع التواجه بينهما، فكانت بداية الشرارة خلال انطلاق سباق سان مارينو في بداية الموسم، ثم امتدت عبر حرب كلامية حتى نهاية الموسم الذي شهد تتويج بروست بلقبه الثالث وذلك خلال جائزة اليابان الكبرى حيث حصل المشهد الذي لا يزال عالقا في اذهان متابعي رياضة الفئة الأولى عندما تلامس الزميلان في نهاية السباق، ونتج عن هذه الحادثة استبعاد سينا.
وتخلى بروست عن نجاحاته في ماكلارين وتحول الى فيراري، ليواجه مجددا سينا وكانت ابرز منازلة بينهما على حلبة سوزوكا اليابانية عندما اصطدم سينا ببروست واخرجه من الحلبة، فيما واصل البرازيلي طريقه نحو الظفر بلقب ذلك العام بينما اكتفى بروست بالمركز الثاني.
وكان موسم 1991 مخيبا بالنسبة إلى بروست الذي انهى البطولة في المركز الخامس، ثم تصادم مع اداريي الفريق الإيطالي الذين تخلوا عن خدماته ما جعله يغيب عن بطولة العام 1992 قبل أن يعود ويتوج باللقب العام 1993 وهذه المرة مع وليامس رينو، إلا أن مشاكله مع فرانك وليامس دفعته الى الرحيل والاعتزال.
العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ