العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ

النسر الأصيل حلق وطار... ببطولات الموسم باقتدار... مذكرا بأعوام الاحتكار

« الوسط الرياضي» تفتح ملف الثلاثيات المرتبطة بتاريخ القلعة الصفراء

جاء فوز النادي الأهلي ببطولة كأس الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد مستحقا جدا، ليتوج بثالث لقب له في هذا الموسم، وليحقق ثلاثية الموسم التاريخية، بدءا ببطولة مجلس التعاون الخليجي للأندية أبطال الكؤوس التي أقيمت في البحرين خلال مارس الماضي، مرورا ببطولة دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي خلال الأول من يونيو/ حزيران الجاري، وأخيرا بطولة الكأس، وبالتالي أعاد نجوم اليوم ذكريات نجوم الأمس، وذكروا المجتمع الرياضي البحريني بعام من أعوام الاحتكار في العقد من القرن الماضي.

ولاشك أن الجميع ذهب بذاكرته إلى تلك الأيام، أيام الجيل الذهبي، أيام الأجيال التي لا تقهر، أيام الأجيال التي حققت بطولات الموسم المحلي في 8 أعوام متتالية، أيام الأجيال الذي حقق 4 ببطولات خليجية، أيام جيل بداية التسعينات بقيادة مجدي ميرزا، أحمد الشكر، إبراهيم عباس، علي عيسى، باسم الدرازي، إسماعيل باقر بالإضافة إلى بدر ميرزا وسعيد جوهر، واستمر غالبية هذا الجيل حتى 1993، وأيام الجيل التالي الذي حمل العبء التاريخي بعد ذلك كالبدر والجوهرة بالإضافة إلى إسماعيل باقر وانضم إليهم نجوم مازالوا في الذاكرة كالشقيقين التوأم حسين وحسن عباس، والحارس محمد عباس، قبل أن يأتي هذا الجيل الجديد في نهاية التسعينات بقيادة الجوهرة الذي شارك أول الأجيال البطولات، بالإضافة إلى ماهر عاشور وأحمد طرادة ونادر البلوشي وفاضل عباس الذي لم يواصل بداعي الإصابة وانخرط معهم النجم أحمد عبدالنبي قادما من الغريم التقليدي النجمة (أو الوحدة أو الهلال سابقا ).

والتاريخ يعيد نفسه في العام 2007، العام الثلاثية التاريخية، والعام الأفضل في تاريخ كرة اليد بالنادي بعد عهد الاحتكار في تلك الأعوام، فأول ثلاثية حققها النادي كانت في العام 1991 في جيل مجدي ميرزا، ثم في العام 1994 في جيل بدر ميرزا، وبعد ذلك حقق الجيل نفسه الثلاثية الثالثة في العام 1996، ثم توقفت الثلاثيات في النادي بعد ذلك إلى هذا العام، عام الخير بالنسبة إلى الأهلاويين، العام الذي عادت فيه الثلاثية لتاريخ النادي من جديد، على أيدي نجوم كبار كبيرهم الجوهرة الذي علمهم السحر سعيد جوهر الذي شارك في تحقيق الأربع ثلاثيات ما يؤكد البعد التاريخي لهذا النجم، بالإضافة إلى نجم لا يقل أهمية اسمه أحمد عبد النبي، وآخرون كالماهر ماهر عاشور، والمبدع أحمد طرادة، والعبقري حسين فخر، والقناص صادق علي، والبارع عباس مال الله، والمتألق محمود الونة، والواعد علي حسين، والحارسين علي خميس وصلاح عبدالجليل، والسوبر رائد المرزوق.

ومما لاشك فيه أن هذا الإنجاز الذي حققته النسور الأصيلة، لم يأت وليد المصادفة، أو لم يأت من دون أحقية، بل جاء عن جدارة واستحقاق بشهادة المتابعين والمنافسين قبل الأهلاويين أنفسهم، فالفوز ببطولة الخليج لم يكن وليد المصادفة بل عن أحقية، ثم الفوز ببطولة الدوري عن جدارة وقبل جولتين من الختام، وأخيرا الفوز ببطولة الكأس نتيجة التفوق الكامل للنسور في المباراة، وذلك لم يتحقق إلا بعمل جاد، ومال مبذول من قبل مجلس إدارة النادي، ولا يبخس حقها في هذا الجانب، ولعل رئيس جهاز كرة اليد بالنادي علي عيسى له الفضل الأكبر بعد الله في كل ما تحقق بشهادة اللاعبين أنفسهم الذين أكدوا دوره الكبير في إدارة الفريق ولم شمله والخروج به من الأزمات أو المشكلات التي مر فيها بعقلية إدارية محترفة، وللتوثيق لا ننسى الجهد المبذول من قبل إداري الفريق الجميل فاضل الساري.

«الوسط الرياضي» أراد أن يفتح الملف التاريخي للنادي الأهلي، وعلاقته الطيبة بالثلاثيات التاريخية، منذ جيل بداية التسعينات حتى جيل نهاية التسعينات وبداية الألفين، وتحدثنا مع نجوم من أيام الزمن الجميل بهذا الخصوص، ليعودوا بنا بالذاكرة إلى تلك الأيام، وانطباعهم العام عن هذا الجيل الذي أعاد الذكرى وحقق الثلاثية بعد 11 عاما من تحقيق آخر ثلاثية في تاريخ النادي العريق، والملفت أن رئيس جهاز كرة اليد علي عيسى حقق الثلاثية ثلاث مرات كلاعب، وآخر ثلاثية كرئيس جهاز، وكذلك عضو مجلس الإدارة الحالي مجدي ميرزا حققه كلاعب في 1991، وكرئيس جهاز في العام 1996.

الفتى الذهبي: حلاوة الثلاثية الأخيرة أنها جاءت بعد 11 عاما!

غدت القلعة الصفراء المنتخبات الوطنية بالكثير من النجوم والمواهب التي لا تنسى، وأبرز تلك المواهب التي أنجبها النادي الأهلي المعروف بالـ «الفتي الذهبي» وهو بدر ميرزا، والبدر بزغت نجوميته في بداية التسعينات، وكان أحد نجوم الجيل الذهبي، وساهم في تحقيق ثلاث ثلاثيات للنادي، بدءا بالعام 1991 ثم 1994 وأخيرا في العام 1996، «الوسط الرياضي» تحدث مع البدر عن ثلاثيات الأهلي السابقة وعلاقتها بثلاثية الموسم الجاري، فقال: «أعتقد أن الثلاثيات التي حققها النادي في التسعينات لم يتحدث عنها بقدر ثلاثية هذا الموسم، وذلك لأن النادي كان يحقق الألقاب ومحتكرا البطولات التي يشارك فيها، بعكس هذه الثلاثية التي جاءت بعد 11 عاما من آخر ثلاثية حققت في العام 1996، ففي تلك الأيام كان النادي بخلاف بطولة الدوري والكأس كان يحقق كأس التفوق، ففي العام 1991 حقق النادي 10 بطولات دفعة واحدة، إذ إن جميع فئات النادي حققت بطولتي الدوري والكأس، ولذلك فإن قوة الأهلي في ذلك الوقت لم تكن في فئة الدرجة الأولى بل في الفئات السنية أيضا».

وفي سؤال للبدر عن كيفية مقارنته لنجوم جيل التسعينات بنجوم الجيل الحالي، قال البدر: «لكل زمن دولة ورجال، ففي ذلك الوقت كانت الفرقة مكونة من نوعية من اللاعبين أمثال سعيد جوهر وإسماعيل باقر بالإضافة إلى أحمد الشكر وعلي عيسى وبدر ميرزا، وفي هذا الوقت هناك نوعية أخرى من اللاعبين تواصل معها سعيد جوهر بالإضافة إلى ماهر عاشور».

وقال البدر في نهاية حديثه: «أعتقد أن النادي في طريقه للعودة الى سنوات البطولات، وخصوصا أنه في بداية الألفين ابتعد عن منصات التتويج لثلاث سنوات متتالية، أرى أن العصر الذهبي في طريقه للعودة للنادي، ولكن بشرط الاستمرارية، أي يجب المحافظة على نجوم الفريق، وعدم السماح لهم بالاحتراف على أساس أن تعود فرقة الرعب من جديد».

علي عيسى: هذا الفرق بين

جيل التسعينات والجيل الحالي!

وارتبط تاريخ الثلاثيات في النادي الأهلي ارتباطا وثيقا برئيس جهاز كرة اليد الحالي علي عيسى، فالأخير ساهم مساهمة كبيرة في الأربع ثلاثيات التي حققها النادي، حققها كلاعب في أيام التسعينات، وحققها كرئيس جهاز في العام الجاري، وعلى رغم أن نجوميته كلاعب لم تصل إلى المنتخبات الوطنية، إلا أنه كان أحد الأعمدة الرئيسية للفريق في ذلك الوقت.

«الوسط الرياضي» سأله عن الفرق بين جيل التسعينات والجيل الحالي، فقال: «يختلف الوضع بين تلك الأيام وهذه الأيام، ففي السابق لم يجد الفريق الدعم المادي الذي يحصل عليه الفريق الحالي، ولكنه على رغم ذلك كان يحقق البطولات، كنا في تلك الأيام نفكر دائما في تحقيق البطولات، وكانت لدينه الرغبة والإصرار على الفوز بها، كان حافزنا في ذلك التحدي والرغبة في إثبات الذات، وزرع ذلك في نفوس جميع لاعبي الجيل، وأذكر منهم بدر ميرزا، إسماعيل باقر، أحمد الشكر، باسم الدرازي، إبراهيم عباس، نادر الحاجي، محمد عباس بالإضافة إلى علي عيسى، كنا مقاتلين في الملعب ولا نقبل الخسارة، لذلك تلاحظون هذه السمات على كابتن الفريق الحالي سعيد جوهر الذي عاصرنا في تلك السنوات، وحتى أحمد عبدالنبي كذلك، وكما قلت فإن ذلك الجيل لم يلاقي التجهيزات والحوافز والمعسكرات التي حصل عليها هذا الجيل، ولكن يبقى أن الرياضة في البحرين تغيرت مع زيادة الدعم من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة».

وسألنا بوعيسى عما يعني له وجوده الرئيسي في الأربع ثلاثيات التاريخية التي حققها الأهلي، أجاب « الحمد لله في ذلك، وهذا في الواقع توفيق من الله، ولكن إنجاز اليوم يجب ألا ينسب لعلي عيسى فقط، بل إن الكل ساهم في هذا الإنجاز، وخصوصا مجلس إدارة النادي والمكتب التنفيذي بالإضافة إلى بقية أعضاء الجهاز الفني والإداري المسئول عن الفريق الأول، وكذلك لا أنسى وقفة عضو مجلس الإدارة مجدي ميرزا المتابع للفريق أولا بأول». وفي نهاية حديثه أشار بوعيسى إلى أن عودة سنوات الذهب للنادي أو عودة فرقة الرعب من جديد بحاجة إلى عمل جاد، وأكد ثقته بمقدرة الجيل الحالي على القيام بذلك على رغم تغير طبيعة التنافس على البطولات بعد أن كانت بين فريقين صارت بين أكثر من ذلك - بحسب قوله».

الجوهرة: روح جيل التسعينات سبب بروزي وتألقي خارجيا

وإذا كان بدر ميرزا سمته الجماهير الأهلاوية بالـ «الفتي الذهبي» في تلك الأيام، فإنها أعطت لقب الجوهرة للنجم سعيد جوهر، واللقب قد يرتبط باسمه، ولكن ما قدمه طيلة السنوات الماضية يجعل اللقب لائقا به، فهذا النجم نوعية خاصة جدا برز وتألق على مدى 19 عاما مع النسور، وبدأ حياته منذ العام 1988 مع الفريق الأول وعمره 16 عاما فقط، الجوهرة (أطال الله في عمره الرياضي) عاصر الثلاثيات الأربع كلاعب منذ العام 1991، سأله «الوسط الرياضي» عن الفارق بين جيل التسعينات والجيل الحالي، فأجاب «كنا نلعب في تلك الأيام بجدية، (نتهاوش) ونختلف وأحيانا يلطم أحدنا الآخر، وليس عندنا في ذلك مشكلة، لأن الهدف هو الفوز بالمباراة أو بالبطولة لا غير، أتذكر أنه في البطولة الخليجية في العين في العام 1992، كنا نلعب ضد الأهلي السعودي، وأنهينا الشوط الأول متخلفين بفارق 9 أهداف، يومها نزل إلينا عضو مجلس الإدارة جعفر القصاب، ولامنا بشدة على مستوانا وأول ما بدأ بكابتن الفريق بدر ميرزا، تصور أننا قلبنا النتيجة وفزنا بالمباراة، في تلك الأيام كنت صغيرا، وكنت أتقبل هذه الأمور، لذلك سعيد لم يظهر لوحده بل إن ذلك الجيل بالكامل له الفضل في بروزي».

وأضاف الجوهرة «وحينما توجهت للاحتراف، نقلت هذه الروح معي حين لعبت في الخليج والأهلي السعوديين بالإضافة إلى الأهلي القطري، ولذلك نجحت». وعن علاقته بهذا الجيل، قال الجوهرة: «أعتقد أن جيل ماهر عاشور وأحمد طرادة بالإضافة إلى نادر البلوشي وحسين مهدي تعودوا على أسلوبي في اللعب، الأسلوب الذي نقلته من ذلك الجيل، وهذا الأسلوب الذي أراه ناجحا، وأرى أن حسين فخر من الجيل الحديث على النادي يمتلك هذه الروح، ولكنه مهضوم الحق، وحتى عبدالهادي عاشور، وأما أحمد عبدالنبي فمعتاد علي من أيام المنتخب الوطني».

وتابع الجوهرة «أحاول أن أساهم في تطوير جميع اللاعبين، في مباريات الدوري تحديدا، حتى يكون لدينا فريق متكامل، ولذلك أريد أن يأتي محمد عبدالنبي لفريقنا حتى يكون لدينا 14 لاعبا في المستوى ذاته، أتذكر في العام 1993 أن منتخب البحرين كان الفريق الأول بالنادي الأهلي، لماذا؟!، لأنه كان الأفضل».

وعن قدرة الجيل الحالي على إعادة سنوات الاحتكار للنادي، أجاب الجوهرة «يستطيع ذلك، ونحن بحاجة إلى لاعب أو اثنين كما قلت لك ويكون فريقنا متكاملا، نحاول في المستقبل القريب إظهار الونة وصادق علي بالإضافة إلى حسن أحمد للمستقبل، لأن هدفنا ليس الدوري ولا البطولة الخليجية، هدفنا البطولة الآسيوية، لا نريد أن نكون كالمنتخب الوطني في آخر تشكيلة له».

وفي نهاية تصريحه أشار الجوهرة إلى أنه لا يوجد سر في تألقه المتواصل على رغم إجرائه 21 عملية، مشيرا إلى أن ذلك نتيجة للتدريبات المتواصلة.

العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً