منذ أن فتح ملف الفشوت والجزر لم تتوقف الرحلات البحرية المتكررة لمختلف الجزر والفشوت في مختلف مناطق البحرين، أبطال هذه الرحلات كانوا غالباُ نوابا أو أعضاء مجالس بلدية ما فتئوا يقومون بتلبية الدعوات لتفقد هذه الجزر مرة ومرتين أو ثلاث، داعين ممثلي الصحف للحضور ونشر تصريحاتهم الرنانة بشأن هذه الزيارات التي طالما تصدرت الصحف في اليوم التالي.
أخشى ما أخشاه أن تقتصر كل هذه التحركات على تلك الزيارات الممتعة بحق، والتي سيقوم أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية في الجزر والفشوت بآخرها صباح اليوم، فماذا بعد هذه الزيارات المتكررة؟، هل سنجد تحركا ما لحماية هذه الجزر والفشوت واستغلالها أم سيكتفون بنسائم البحر وأصوات الطيور على تلك الجزر؟ وهل يحتاج هذا التحرك إلى كل هذه الزيارات التي تستغل إعلاميا أكثر من أي شيء آخر.
على رغم من تشجيعنا لجميع قاطني البحرين للقيام بزيارة هذه الجزر والفشوت والتعرف عليها عن قرب، وعلى رغم من ضرورة قيام المسئولين والناشطين والإعلاميين بزيارتها والاطلاع على ما يجري فيها، إلا أننا نخشى أن تتحول هذه الزيارات «الممتعة بحق» إلى مجرد رحلات بحرية للترويح عن النفس، ينسى الهدف الرئيسي منها مع الزمن، والتكرار.
زيارة واحدة تكفي لنكتشف تلك الجزر التي تعرضت للإهمال طويلا، والتي تقطنها طيور تعودت أن تحتفظ ببيوضها على أراضيها. ولكن ماذا بعد هذه الزيارة... هذا هو السؤال؟
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ