العدد 1747 - الإثنين 18 يونيو 2007م الموافق 02 جمادى الآخرة 1428هـ

كرزكان والمالكية قريتان كبيرتان هل تندمجان رياضيا؟

المشتركات الدينية والثقافية والاجتماعية تحقق الهدف المطلوب

قريتا كرزكان والمالكية من أكبر القرى في المنطقة الغربية في المحافظة الشمالية، والوضع فيهما متشابه في كل شيء: الشباب والرياضة والثقافة والحياة الاجتماعية واسلوب العيش واللهجة، وليست هناك فوارق تذكر بين القريتين، بل لوحظ تداخل العائلات مع بعضها بعضا في الزواج من هنا وهناك ما يعني التقارب الأسري الوطيد. كثير من المشتركات الدينية والمذهبية وغيرها من الأمور موجودة في هاتين القريتين العزيزتين اللتين فيهما الشخصيات الكبيرة والمرموقة والشباب الواعد والواعي بفكره ووجدانه، وإلى الصغير الذي يحلم أن يصل لما وصل إليه اسلافه، وإلى الرجل الكبير بخبرته مربيا جيلا صالحا يخدم به دينه ووطنه. لكن الأمر الغريب في هاتين القريتين والهاجس المثير بينهما يكمن في الشأن الرياضي وخصوصا في لعبة كرة القدم. في الاعراس... عندما تذهب إلى أي من القريتين ترى ابناءهم يشاركون في الافراح بالحضور وعلامات السعادة تملأ الوجوه والعلاقات القوية والمتينة تبرزها مثل هذه المناسبات. عجبا لمن يمتلك مثل هذه المواصفات الاخلاقية يتغير تماما عندم يكون اللقاء في الرياضة، إذ ترى كل قرية تتنافس على الأخرى بالفوز، ويسبق هذا اللقاء التحدي في المواقع الالكترونية لدى القريتين، وكأنهما سيدخلان حربا ضروسا فترى التأهب بارزا والحماس المنقطع النظير من كلا الجانبين، وينعكس ذلك على أرضية الملعب وتذهب تلك الجوانب المهمة التي بنيت على اساسها العلاقات سدى.

بل لا يرضى البعض في المالكية مثلا ان تتحدث عن كرزكان (التضامن) في أمر ما أو أن تقدمهم في الصحافة، وأيضا لا يرضى البعض في كرزكان ان تتحدث عن المالكية في الأمر نفسه... وبالتالي تكون في أمر محرج بل والاتهام بارز ومكتوب أنت ملكاوي أو كرزكاني (تضامني).

وإلى يومنا هذا يكون التعامل بين القريتين في الشأن الرياضي، وهذا عمل غير صحي وبعيد من التعقل من الطرفين وليس فيه من الوجاهة ولا الصحة، وبالتالي تضيع كل النقاط الأخرى مقابل الحدث الرياضي الذي يجب أن يقرب ولا يبعد. ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع لأهميته ولكبر المساحة الجغرافية في القريتين، وبالتالي التعاون بينهما في الشأن الرياضي سيزيد القوة بينهما وستكون الدعامة قوية وركائزها صلبة، وبالتالي سيقود هذا الامر في نهاية المطاف إلى التفكير بالدمج، وان كان في الوقت الحالي الأمر صعبا للترسبات المذكورة ولكنه غير مستحيل؛ لأنك عندما تبدأ في المشي للمسافات الطويلة بالخطوة الاولى وان طال الزمن فانك حتما وبعون الله ستصل إلى تحقيق الأمنية. فلنبدأ بالمبادرات الأولية من التقارب في الحدث الرياضي وبعدها نطور الأمر ونبعد الاصوات النشاز وغير العقلانية، ولنحكم العقل اولا في التعامل ونبعد العاطفة ونغلب المصلحة الكبرى للقريتين ونطرد التعصب الأعمى ونفكر قليلا حتى نصل إلى أول الخطوات من أجل الدمج.

أنا أعلم أنه سيلاقي هذا المقال رفضا صارما من البعض في القريتين، وقد يعتبره البعض الآخر ضربا من الجنون، ولكن عندما نجلس على طاولة حوار يديرها اناس لهم باع طويل من الفكر الهادئ والرزين ليقودوا القريتين إلى التعاون ونبذ الفرقة. هذه دعوة صادقة من القلب لأبناء المالكية وكرزكان نتمنى ان يأخذوها على محمل الجد، وسيحصلون بإذن الله على الثمر الطيب لو اجتمعت القلوب معا. ففي الحوارات المكشوفة سيكون الرفض والمنع والقبول والأخذ والعطاء والصعوبة في بداية الأمر، ولكن في النهاية حتما سيتم الوصول إلى الهدف وهو أعلى من البقاء أو الصعود إلى دوري خليفة بن سلمان أو غيره من الألعاب الأخرى.

هادي الموسوي

العدد 1747 - الإثنين 18 يونيو 2007م الموافق 02 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً