عقدت الجمعية البحرينية للشركات العائلية مساء أمس الأول (الأحد) في بيت القرآن ندوة عن «مستقبل الشركات العائلية» التي يرى رئيس الجمعية خالد كانو أنها «تجسد عراقة النشاط التجاري في البحرين والمنطقة وتاريخه، ولها الدور المحوري في النشاط الاقتصادي»، غير أنه في ظل العولمة الحالية فإن المنافسة على المستويين المحلي والدولي أصبحت هذه الشركات أمام واقع جديد وتحديات جديدة.
عضو مجلس إدارة شركة الزامل خالد عبدالله الزامل تحدث في اللقاء، مشيرا إلى أن مجموعة الزامل بدأت في البحرين وتوسعت في السعودية في النشاط الصناعي منذ مطلع سبعينات القرن الماضي. الإخوة وعددهم 12 تماسكوا ومعهم الجيل الثاني، والآن الجيل الثالث وصل إلى موقع متقدم وبدأت التحديات الاعتيادية التي تأتي مع الجيل الثالث، ولاسيما ما يتعلق بمتطلبات «الحوكمة».
واعتبر أن تغيّر الظروف يتطلب إعادة تحديد دور مجلس العائلة ومجلس الإدارة، وإدخال خبرات ومهارات خارجة على مستوى مجلس الإدارة للأعمال المستقبلية، وتنظيم هيكلية للمعلومات، والفصل بين الجوانب الإدارية والشخصية بهدف التحول من الطور الفردي إلى منهجية منظمة لإدارة المجموعة. المجموعة التي تحتوي على 30 شركة، و35 شركة أخرى متحالفة معها، تم توزيعها على قطاعات، والمجالس القطاعية تقوم بتنفيذ سياسات مجلس العائلة وشكلت مجموعة الزامل منتدى لمناقشة شئون العائلة تُعنى بالجيل الثالث وتدريبه ومراقبة عمله وتنشيطه في عدة مهمات وعدة شركات ووضع معايير للترقية والطاقات بعيدا عن العاطفة، وبهذا تخلصت المجموعة من دفع المكافآت على أساس التقدم في العمر إلى الدفع على أساس العطاء والكفاءة، هذا بالإضافة إلى التخطيط للقاءات داخل العائلة؛ لترسيخ العلاقات الاجتماعية الودية وحل المشكلات بين الأفراد، وهذا يتكفل بها كبار العائلة الذين يتقاعدون، ومهمة هؤلاء أكبر من مجلس إدارة الشركة القابضة. فتماسك الشركة يعتمد على جهود الكبار وتسيير شئون الشركة يترك للشباب.
مدير تطوير الشركات العائلية في المعهد الدولي للتطوير الإداري (السويسري) هشام العجمي قال في مداخلة: «إن الجيل الشاب في الشركات العائلية يمثل مكنة الإبداع، وهو ما وجده في الدول الأوروبية التي نشط فيها».
والعجمي الذي يعمل لصالح مجموعة الزامل مستشارا، أشار إلى أن الدراسات التي أجراها أوضحت أن الجيل الشاب ليس «عالة» على الشركات العائلية عندما يتم تطويره، فهذا الجيل لديه نمط من الحياة يختلف تماما عن الماضي، وهؤلاء ذهبوا إلى جامعات نوعية وسافروا كثيرا، وينظرون إلى الأمور بذوق مختلف ورؤية أوسع ممّا سبق، والجيل الشاب لديه القابلية للإقدام على المخاطر أكثر من الجيل الذي سبقه، وبصورة سريعة وحرفية. الاختلاف بين الجيلين، في رأي العجمي، فرصة لتنمية الأعمال وتنويعها وليس خطرا، شريطة تطوير الجيل الشاب للإمساك بزمام القيادة من خلال خطط لنقل الصلاحيات من جيل إلى جيل.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1747 - الإثنين 18 يونيو 2007م الموافق 02 جمادى الآخرة 1428هـ