بلغت حصيلة المواجهات الأخيرة بين عناصر «حماس» و»فتح» في قطاع غزة نحو 116 قتيلا سقطوا برصاص فلسطيني وكانت النتيجة صدور قرار رئاسي بحل حكومة إسماعيل هنية وتشكيل حكومة طوارئ لتصريف الأمور.
الأمر الغريب أن الأوضاع الميدانية هدأت في القطاع عقب هذه التطورات فيما كان المراقبون يتوقعون أن تشهد المزيد من التدهور. نحمد الله على عدم صدق حدسهم، لكن نقول بمرارة لماذا تم كل ذلك وأزهقت الأرواح رخيصة.
حركة «حماس» كانت على سدة السلطة ومعها «فتح» بموجب بنود اتفاق مكة الذي أفرز حكومة الوحدة الوطنية التي استبشرنا بها خيرا. لكن النفوس لم تهدأ وراح الاتفاق ينطح اتفاقاُ لوقف المواجهات بين عناصر الفصيلين الفلسطينيين حتى راح كل شيء خلف طلقات الرصاص. محصلة التطورات الراهنة تذهب لصالح «إسرائيل» وها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت يعلن صراحة أنه يدعم حكومة فلسطينية بلا «حماس» كما سبقته أميركا، التي وصلها أمس الأول، معلنة فتح خزائنها لدعم حكومة الطوارئ.
بل سارت الأمور الى أبعد من ذلك اذ أعلنت «إسرائيل»، مستغلة الأوضاع، فرض عزلة تامة على قطاع غزة لمعاقبته على دعمه لحكومة هنية والاقتصاص منه ولخلق رأي عام مضاد للحركة. فلماذا لم تحسب «حماس» كل هذه التداعيات من قبل؟ ولماذا فرطت في المكاسب التي حققتها وراحت «تناضل» من أجل التمسك بالسلطة على حساب أبناء شعبها ومصالحهم؟
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1746 - الأحد 17 يونيو 2007م الموافق 01 جمادى الآخرة 1428هـ