شدني الأسبوع الماضي حديثان صحافيان نشرتهما الصحافة الرياضية، أولهما لرئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم الذي قال بصراحة متناهية إن منتخبنا الأولمبي ضعيف المستوى ويصعب عليه الفوز على منتخبات كوريا الجنوبية وأوزبكستان وسورية التي سنلتقي معها في مجموعتنا المؤهلة إلى أولمبياد بكين 2008؛ لأنها فرق قوية ويفوق مستواها الفني مستوى منتخبنا الأولمبي. هذا المعنى أنا أتفق فيه مع رئيس الاتحاد لأن هذه المنتخبات تعمل بصورة مستمرة لتطوير مستواها، إلا أنني لا أحب أن أعطيها أكثر من حجمها؛ لأنها في الأخير منتخبات آسيوية سبق أن تغلبنا على بعضها في اللقاءات الآسيوية. وبالتالي فإن إدارة الاتحاد مطالبة بدراسة السلبيات التي وقع فيها المنتخب وأبرزها ضعف خط الدفاع بسبب عدم وجود المدرب الكفء القادر على توظيف إمكانات اللاعبين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وأقول بصدق إننا كنا سنخسر لقاء الكويت والتأهل إلى الدور الثاني بسبب أخطاء فنية لا تغتفر، فهل يعقل أن يلعب عبدالله عمر كدفاع متأخر في فترة كنا فيها لأمس الحاجة إلى الهجوم لأن التعادل بمثابة الخسارة! لذلك فإن إدارة الاتحاد مطالبة بتغيير المدرب «كريسو» الذي سبق أن أبديت وجهة نظري الفنية فيه، وأنصح بتكليف المدرب ماتشالا للإشراف الفني على المنتخب الأولمبي، وعرض المدرب كريسو (للبيع) لأنه لا يصلح، وخصوصا أن هناك الكثير من الأندية التي تبحث عن مدربين في هذا الوقت!

أما الحديث الثاني فقد كان لنجم منتخبنا الوطني محمد بن سالمين، والذي قال بالحرف الواحد كما هو منشور «المدرب بريغل ضربة قاضية للكرة البحرينية، ونحمد الله أنه رحل بمحض إرادته وبقناعة، وما استغربه من أين جاء بشهاداته الفنية التي قدمها إلى اتحاد الكرة!»، وقال ابن سالمين أيضا: «لم يكن المدرب بريغل قادر على قيادة المنتخب. فتصور إنه يجهل حتى التشكيلة التي سيعتمد عليها قبل أية مباراة رسمية! وهذا ما حدث لنا مع المنتخب السعودي في خليجي 18». هذا الحديث سبق أن كررته في «الوسط الرياضي» مرارا وتكرارا وحذرت من استغفاله لنا واستغلاله السيئ لطيبتنا، ولن أقول «غشامتنا» لأننا لسنا كذلك. وكنت أتمنى أن يقال هذا الكلام بصراحة من قبل جميع لاعبي المنتخب في حينها. كما أطالب الجميع الآن بأن يبدوا رأيهم الفني في مستوى اللاعبين المجنسين وألا يخافوا في الله لومة لائم، وحتى لا يقع الفأس على الرأس أيضا!

فالمدرب بريغل ومن بعده كريسو تجارب «فاشلة» يجب ألا تتكرر مع منتخباتنا الوطنية، وألا نبيع - المنتخبات - بثمن بخس، فالمصلحة العامة واسم الوطن يجب أن يكون فوق الجميع، وفوق أهواء أي شخص كان.