انتهى الدور الأول من التصفيات الأولمبية وتأهل منتخبنا الأحمر بهدف قاتل كان فيه بمثابة الهدية التي نزلت علينا من السماء، نعم كنا محظوظين إلى درجة كبيرة في التأهل وخطف إحدى بطاقتي المجموعة مع قطر وخصوصا بعد الهزيمتين الكبيرتين التي منينا بها أمام الكويت وقطر خارج قواعدنا، وهاتان الخسارتان تعتبران دليلا واضحا على ضعف كبير في الناحية الدفاعية ما يعني أن صفوف المنتخب غير مكتملة، بالإضافة إلى عدم الاستقرار فنيا ونفسيا الأمر الذي أنعكس على وضعية المنتخب وجعلته يدور في حلقة مفرغة.

الآن وبعد إجراء القرعة وقبل الدخول في المرحلة الثانية سيختلف الوضع كليا فالأحمر أمامه طريق شاق وطويل، ومنتخبات مختلفة فلن يكون هناك «الحصالة» باكستان، ولن يكون هناك «العقدة» الكويت، بل سنجد أمامنا «شمشون آسيا» كوريا الجنوبية، وأوزباكستان، وسورية.

يجب أن يطبق منتخبنا في الدور الثاني قاعدة ذهبية إن أراد التأهل للأولمبياد للمرة الأولى في تاريخ الرياضة البحرينية أن يتأهل منتخب بحريني عن طريق التصفيات إلى النهائيات، والقاعدة هي الفوز على ملعبك وعدم الخسارة خارج ملعبك، وهي القاعدة التي طبقنا نصفها في التصفيات الأولى، إذ إننا حققنا العلامة الكاملة في أرضنا ولكننا تكبدنا خسارتين خارج ملعبنا.

ضياع أي نقطة في المرحلة الثانية سيسبب مشكلة للأحمر وسيدخله في متاهة وربما يفقد اللاعبون الأمل منذ البداية، إذا المطلوب البداية القوية والصاعقة وخصوصا أمام المنتخبين السوري والكوري الجنوبي.

الوصول إلى الأولمبياد بارقة أمل للكرة البحرينية وهو ليس بالأمر الصعب وليس بعيد المنال ولكن تحقيقه يحتاج إلى تضافر الجهود وإلى إعداد مثالي ومبكر يبدأ بعد أيام إن لم أقل اليوم على رغم الصعوبة في توقيت هذه البداية وخصوصا أن أكثر من نصف تشكيلة الأولمبي الأحمر موجودة حاليا مع المنتخب الأول بمعسكره في النمسا وبعدها ستكون معه في بطولة كأس آسيا والتي ستنتهي في نهاية شهر يوليو المقبل وبطبيعة الحال نتمنى أن يستمر منتخبنا الأول حتى نهاية البطولة الآسيوية والمنافسة على لقبها ولكن... الأمر سيكون صعبا على المنتخب الأولمبي وستكون الفترة ضيقة جدا في عملية إعداده وستزداد الصعوبة في اعادة الانسجام اليه بالشكل الكامل إذ سيكون نصفه في قمة مستواه الفني والبدني وحمله وصل منتهاه في حين بقية العناصر لم تصل بعد الى هذه القمة خصوصا من الناحية الفنية ما يعني الحاجة الى وقت لايجاد الانسجام بين افراد الفريق.

الكرة الآن في ملعب الاتحاد البحريني لكرة القدم الذي عليه تقرير مصير بداية المنتخب الأولمبي وخصوصا أن الشائعات بدأت تحيط بمصير مدربه البوسني كريسو فمتى يبدأ الأحمر إعداده؟