شيماء سبت الفنانة البحرينية «المشاكسة» أو كما يطلق عليها محبوها في منتدى البحرين «زهرة الشاشة»، إنسانة تجمع بين الثقافة والفن معا، تلفت الأنظار في كل مكان توجد فيه بسبب حضورها الجميل، وشخصيتها الاجتماعية المحببة، جريئة في أدوارها، صريحة في مشاعرها، استطاعت الوصول إلى قلب الجمهور بعفويتها وموهبتها وفنها، كل عمل من أعمالها يستحق المشاهدة لما يجسّد من قضية ويطرح حلولا لها.
شيماء من مواليد 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1977، عزباء، حاصلة على دبلوم هندسة مدنيّة وبكالوريوس إعلام وعلاقات عامّة. أمتعتنا شيماء طوال تسعة عشر عاما من مشوارها الفني بأدوارها الرائعة والقيّمة، طموحنا كصحيفة تسعى لإبراز الوجوه البحرينية الفنية جمعنا معها في هذا الحوار الذي اتسم بملامح إنسانية وفنية بصراحة شديدة:
نشيطة الله يعطيها العافية
حدّثينا عن جديدك في العام 2007؟
- في الفترة الماضية كنت خارج البحرين، إذ أمضيت ثلاثة أشهر في الكويت وشهرا في لبنان التي سأعود لها قريبا.
وجودي في الكويت طوال هذه المدة كان بسبب ارتباطي بتصوير مسلسل «جومانة» الذي يعرض حاليا على قناة «الرأي» الكويتية. أما وجودي في لبنان فهو بسبب مشاركتي في تصوير مسلسل «أنا وأنت والإنترنت» الذي سيعرض على قناة «LBC» خلال شهر رمضان المبارك. وهذا المسلسل هو من إخراج مريم الغامدي، ويتم تصوير حلقاته بين البحرين والسعودية وهو عبارة عن مجموعة من الحلقات المنفصلة التي تتسم بطابع كوميدي يعالج عددا من القضايا الإنسانية، مثل الإشاعات والأسهم والانتخابات وغيرها.
وحاليا أنا في البحرين لتصوير مسلسل «عيون من زجاج» مع المخرج المبدع محمد القفاص.
يذكر أن شيماء تؤدي في المسلسل دور «سهام» وهي فتاة تنتمي لأسرة محافظة وثريّة للغاية. وهذه الشخصية تختلف تماما عن دور «سهام» الذي أديته في مسلسل «هدوء وعواصف».
كما أن لديّ عملين آخرين أحدهما في الإمارات والآخر في الكويت لا استطيع الكشف عنهما حاليا.
عقود صداقة وأخوة
ماذا عن مشاركتك مع الفنانة زينب العسكري؟
- أنا لن أشاركها في مسلسلها «لحظة ضعف» الذي سيعرض خلال شهر رمضان المقبل، بل سأشارك معها في مسلسلها الجديد «لعنة امرأة» المقرر البدء في تصويره خلال الأشهر المقبلة.
هل وقعت عقدا للمشاركة في «لعنة امرأة» مع العسكري؟!
- أنا بكل صراحة لم أقرأ النص الذي سأمثله في المسلسل، ولم نجتمع أنا وزينب حتى الآن للاتفاق، لكن دعيني أخبرك بشيء وهو أن هناك مسئولين وفنانين في الوسط الفني أنا لا أتعامل معهم بالعقود، بل بالصداقة والأخوة والكلمة فقط، منهم: لطيفة مجرن، محمد القفاص، وزينب العسكري.
جومانة قصة حقيقية
مسلسل «جومانة» قصته، مؤثرة جدا، هل وصلتك ردود فعل من الجمهور عن دورك في هذا المسلسل؟
- الحمدلله رب العالمين، الكلّ قاعد يمدح في المسلسل وفي الدور الذي مثلته، وأنا شخصيا مرتاحة من تمثيل هذا الدور فالقصة حقيقية وهي لفتاة سعودية اسمها «جومانة». كما أن كاتب المسلسل ومخرجه أخبرني بأن الفتاة الحقيقية شديدة الشبة بي.
ما هي الأدوار التي تتمنين تمثيلها؟
- خاطري أمثل أدوارا مركبة، كما أتمنى أن أمثّل دور عميه أو مسجونة، بنت مغتربة، فمؤخرا ظهرت لنا مغتربات خليجيات، أنا متشوّقة لتمثيل مثل هذا الدور.
سمعنا من خلال وسائل الإعلام أن شيماء سبت تحضر لي لوك جديد في 2007؟
- تجيب باستغراب، أيه سأحلق شعري على الصفر، كما سأقوم بحلق نص حاجبي (تتعالى منها ضحكات استغراب)، وتقول أنا لست مثل الفنانات اللائي يفضلن عمليات التجميل للتجديد في أشكالهنّ، بل أنا أغير في شكلي على بحسب الدور المسند إليّ... الحمدلله أنا مقتنعة بشكلي، ربما ما يضايقني في شكلي أنني أمتن بسرعة (أكيد فطباخ الوالدة شي خيالي)، لكني هذا العام خسرت 12 كيلوجراما.
الإقامة في دبي
هل صحيح أنكِ مقيمة حاليا في دبي، وشقيقتك شذى في الكويت؟
- أنا أرتب أموري حاليا للاقامة بشكل دائما في دبي، أما شقيقتي شذى فهي ليست مقيمة في الكويت، بل إقامتها هناك تأتي بسبب دراستها فهي تدرس في المعهد العالي للفنون.
لماذا تهاجر غالبية الفنانات البحرينيات المملكة ويقمن في إحدى الدول الخليجية الشقيقة؟
- لا أحد منّا يريد الابتعاد عن ديرته وأهله، لكن الظروف هي من تدفعنا لفعل ذلك... أنتِ في بلدكِ لا تلقي مَنْ يقدركِ ويحترمكِ... هناك كثير من الأمور عانينا منها في البحرين، فعلى المستوى الفني، أقل الأجور تعطى للفنان البحريني، بينما مَنْ يأتون من بره الديره يحصل على أجر أعلى منّا بكثير.
ليس هذا فقط، تخيّلي في مهرجان الخليج المسرحي الذي أقيم أخيرا في المنامة، لم توجه للفنانين أي دعوات للحضور (أتحدّى كل من يقول أنه تم توجيه دعوة له)... أتعلمين أن حضورنا في المهرجان كان عن طريق دعوات من زملاء عمل، وليس من مسئولين لنحضر كضيوف.
أما في المهرجانات التي تعقد في الدول الخليجيّة والشقيقة فأنه يتم توجيه الدعوات لنا، بل ويتم استقبالنا في المطار بسيارات تشريفات «تحس بأحسن معاملة».
هذا على المستوى الفني، أمّا على المستوى الشخصي، فعندما تذهب لوزارة أو شركة ما في الدولة لتجري معاملات، يتعمد الموظفون هناك تأخيرك، بل حتى أنا بعضهم يقول لزملائه وأنا سمعت هذا الكلام بأذني «تفكّر نفسها فنانة وبنمشي شغلها»... (تضحك) أيه أنا فنانة بس إنسان ولي حق تتمشى معاملاتي مثل الناس وما تتأخر.
مشروع شيماء الكبير
مسكين الفنان البحريني... طيب شيماء ماذا عن المشروع الذي تنوين العمل فيه في دبي؟
- المشروع هو فني له علاقة كبيرة بالإنتاج، لكن لن أكشف عنه إلاّ في وقته... أنا لست مليونيرة كما تقول بعض الصحف عنّي، فليس عندي 3 عمارات وأريد بيع واحدة منها حتى أبدأ في مشروعي، وإنما أنا بخير، وأحاول أبدأ في مشروعي خطوة خطوة.
كيف تتواصلين مع جمهورك في منتدى «بحرين توداي»؟!
- أنا بين كل فترة وثانية أدخل وأرد على بعض الاستفسارات، لكن هناك أخوين عزيزين يقومان بشكل يومي تقريبا بالرد على الجمهور، وينقلون أخباري لهم، الأخوان هما: فهد مندي من البحرين ونايف البريك من السعودية، وأنا أشكرهما من قلبي.
نداء للمسئولين
ما هي أمنتيك؟
- لي أماني كثيرة، ولكن أهم أمنية هي أن أخواتي يتخرجن من أفضل وأحسن الجامعات، كما أتمنى أن أحصل على الماجستير والدكتوراه في الإعلام، هذا على المستوى الشخصي. أما على المستوى الفني فأنا أتمنى من أصحاب القرار أن يلتفتوا إلى الفنانين، فنحن نمتهن الفن كمصدر رزق دون أن تكون هنالك أية ضمانات تحفظ حقوقنا كتأمين اجتماعي أو طبي، لذا أناشد صاحب الجلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخة سبيكة بنت إبراهيم أن يشملونا برعايتهم الكريمة، وأن يكون الفن كالوظائف المعترف بها في قانون العمل، فنحن لا نستطيع العمل في مجال غير الفن، فضلا عن أننا نمثل البحرين في المحافل الفنية... خاطري نعطى جزءا بسيطا جدا من الاهتمام الذي يعطى للرياضيين، نريد فقط تأمينا صحيا واجتماعيا ليس أكثر.
حاولت أكثر من مرة لفت انتباه المسئولين... يا ريت أحد يهتم فينا، فغالبية الفنانات عاطلات، بل حتى أن بعضهنّ يعملن في مجال لا يليق بهنّ كفنانات فأنا أعرف فنانة تعمل «مراسلة»... لا أتمنى أن يصل حال الفنانين إلى وضع مأسوي.
العدد 1744 - الجمعة 15 يونيو 2007م الموافق 29 جمادى الأولى 1428هـ