العدد 1744 - الجمعة 15 يونيو 2007م الموافق 29 جمادى الأولى 1428هـ

أسمعني نغمة هاتفك... أقل لك من أنت!

هل تصبح نغمات الهاتف النقال بمثابة اختبار يكشف هوية وشخصية الفرد؟ الإجابة: نعم فنغمات الموبايل أصبحت علامة على اتجاهات الفرد وبالإمكان التعرف على الشخصية من خلال الاستماع إلى نغمة هاتفه النقال. فقبل ظهور الجيل الثاني من الهواتف النقالة لم يكن بالإمكان التحكم في النغمات التي كانت ثابتة ومحددة وتكاد تكون علامة على الاتجاه الواحد في التقنية لكن التطور الذي طال مجال تقنية المعلومات جلب معه فضاء من الحرية وفتح المجال أمام مستخدمي الهاتف النقال كي يعبروا عن هوياتهم واتجاهاتهم.

فضاء حرية النغمات ألغى الصوت التقليدي للهاتف فبعد أن كنا لا نرى إلا أصوات واحدة ومعروفة صار بإمكاننا أن نرى تنوعا واختلافا في المكان الواحد الذي قد يجتمع أصناف عدة من الناس كل له نغماته الخاصة التي تدل على اتجاهاته وما يفضله من اختيارات.

بات الجميع يفكر في قدرة الهاتف النقال على استقبل النغمات وأنواعها قبل أن يبادر إلى شراء الهاتف وأصبحت النغمات بوابة لفتح الأحاديث وقت الصمت واختفاء المواضيع الجادة .

محمد عبدالله (موظف) من ضمن الأشخاص الذين يوافقون على هذا الرأي ودائما ما يبحث عن نغمات دينية مثل اللطميات وبعض الأدعية وهو يرى أن تقنية الهواتف النقالة الجديدة رفعت عن حرج الاستماع إلى النغمات الموسيقية التي لا يتذوقها و لا يحبذ الاستماع إليها لمبررات خاصة كما يقول. في حين يرى حسين الوادي (طالب جامعي) أنه يهوي استراق السمع للنغمات الصادرة عن هواتف من في المكان ومن خلالها يستطيع أن يحدد اتجاهات الشخص فهي وسيلة سهلة لفتح أبواب حديث جانبي أو بداية تعرف على أصدقاء. ويضيف أن تقنية النغمات جعلته يخصص نغمة لكل واحد من معارفه بناء على توجهه وشخيتصه.

لم تكتفي نغمات النقال بفتح مجال التنوع فقط، بل تحولت إلى مجال تجاري تتسابق عليه كثير من المحلات التي توفر خدمة تقديم النغمات الجديدة والمتميزة فلا تخلو صحيفة إعلانات عن عروض خاصة بأحدث النغمات. من مميزات هذه الخدمة التجارية بحسب ما يرى فاضل الماحوزي (صاحب مكتب) أنها تلبي جميع الأذواق وتواكب كل المناسبات وتخلق التجديد في النفس ففي شهر محرم تزداد الطلبات على نغمات اللطميات الجديدة والمشهورة وتقل بعد هذا الشهر، ويضرب مثالا على قدرة النغمات في التوافق مع مجريات الحياة في ما حدث إبان حرب «إسرائيل» الأخيرة على لبنان إذ زاد الطلب على نغمات تحتوي على خطب السيد حسن نصر الله وأناشيد المقاومة. وفي المقابل فإن نغمات الموسيقي والغناء ترتفع مع كل إصدار جديد للفنانين المشهورين أو أي أغنية تلقى نجاحا.

لم ينتهي الموضوع بعد فالحديث عن نغمات النقال يتشبع كثيرا فالموضوع لم يعد موضة أو تقليعة تنتهي بمرور الوقت. فقد استطاعت النغمات أن ترسخ من الاتجاهات السائدة وفي الوقت نفسه تقيم الفواصل بين الفئات فمن وجهة نظر عباس المرشد (باحث اجتماعي) إن النغمات أصبحت علامة على هوية الشخص وكاشفة عن ملامح شخصيته فالشباب المتدين له نغماته الخاصة كاللطميات والأدعية والخطب الدينية مثلما أن المثقفين لهم نغمات معينة تتسم بالهدوء والحياد مثل مقاطع من موسيقي كلاسيكية أو مقاطع لأغاني فيروز في حين يمل الشباب المسيس إلى نغمات تدل على اتجاههم السياسي وكذلك جيل الشباب الذي يستمع للأغاني الشبابية وفي أحيان كثيرة يلجأ الفرد إلى تغيير نغمات نقاله بحسب مزاجه النفسي أو محيطه الاجتماعي فعندمل يكون محبطا فهو يختار نغمات حزينة مثلا أو عندما يعيش حالة عاطفية خاصة فهو يبحث عن نغمات يتسلى بها ليقول للآخرين أنه يعيش حالة عاطفية.

العدد 1744 - الجمعة 15 يونيو 2007م الموافق 29 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً