العدد 1743 - الخميس 14 يونيو 2007م الموافق 28 جمادى الأولى 1428هـ

تحديات جائزة المحتوى الإلكتروني (1/2)

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

أُعلِنت أمس الأول (الأربعاء) أسماء المواقع البحرينية الفائزة بجائزة المحتوى الإلكتروني. جرى ذلك في حفل رسمي رعاه وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو.

في البدء، لابد من الإشادة بالدور الذي مارسته وتواصل ممارسته جمعية الإنترنت في البحرين التي تلمست في وقت مبكر (2005) أهمية المحتوى الإلكتروني بالنسبة إلى المواقع، كما لابد من الحديث عن ردة الفعل الإيجابية من لدن الوزارة التي وافقت على احتضان الجائزة العالمية في العام 2005 واستمرت في رعاية الفعالية وتقديم الدعم إليها من ذلك التاريخ.

جميل جدا أن تكون البحرين سباقة إلى مثل هذه المبادرات وهو سلوك حضاري متجذر في شعبها، وأن تتلمس في مراحل مبكرة مقارنة بالوسطين الجغرافي والسياسي المحيطين بها أهمية مثل هذه الظواهر. وبقدر ما تكتسب الاحتفالات مبررها وأهميتها ضرورتها، بقدر ما يستدعي الأمر تطويرها من فعاليات احتفال إلى قنوات تنموية تتفاعل مع فعاليات اقتصادية أخرى تصب جميعها في سياسة تنموية شاملة تعود بالنفع على البلاد عموما والمواطن خصوصا.

كيف في وسعنا أن ننتقل بالجائزة من الدائرة الاحتفالية المحدودة - على رغم أهميتها - إلى الفضاء التنموي الأشمل الذي نحن في أمسِّ الحاجة إليه؟

الأمر الذي لابد من تأكيده هنا أن المحتوى الإلكتروني لم يعد اليوم مجرد نصوص أو سمعيات/ مرئيات تعرض على الويب. لقد تطور دور والمحتوى ومفهومه إلى مستوى بات يعتبر هو الأساس في اقتصاد المعرفة وهو أهم المقومات في مجتمع المعلومات. ويشمل المحتوى نتاج صناعتي النشر الورقي والالكتروني والإنتاج الاعلامي والفني والتطبيقات البرمجية (الكمبيوتر والمحمول). إن مصير جهود التنمية مرتبط ارتباطا وثيقا بالنجاح في إقامة صناعة المحتوى للحاق بعصر المعلومات ورأب الفجوة الرقمية بين الدول النامية والدول المتقدمة.

ويتجه العالم نحو مجتمع المعلومات اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وتمارس تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورا مهما فيه، فقد أحدثت التكنولوجيا الرقمية تغيرا في توليد المعرفة وحفظها وتداولها واستخدامها.

وتعتمد صناعة المحتوى على ثلاثة مقومات هي:

1 - المحتوى (مواد التصنيع).

2 - شبكات الاتصالات (قنوات التوزيع).

3 - معالجة المعلومات (أدوات الإنتاج).

وعائد صناعة المعلومات وفقا لإحصاءات في تقرير «اليونسكو» عن المعلومات في العام 1998 تبلغ نسبة عائدات صناعة المعلومات في الولايات المتحدة الأميركية 45 في المئة مقابل 28 في المئة للتوزيع و27 في المئة للمعالجة. وتبلغ النسبة في مساهة المحتوى في الاتحاد الأوروبي 34 في المئة مقابل 23 في المئة للتوزيع المعلومات، 36 في المئة للمعالجة. وبين العام 2001 و2006 نمت صناعة المحتوى بمعدل 30 في المئة. فقفزت من 178 مليار دولار في العام 2001، لتصل في العام 2006 الى 434 مليارا.

ومن المؤشرات الدالة على مدى الثقل لصناعة المحتوى ذلك التضخم الهائل في عوائد صناعة العاب الفيديو (نحو 50 مليار دولار سنويا) وفق تقديرات العام 2001. وكانت التوقعات تشير إلى نمو بمعدل 70 في المئة كي تصل عوائدها إلى 60 مليار دولار في العام 2006. وهو ما أغرى شركات أميركية عملاقة ابعد ما تكون عن هذا المجال (AT&T) بالمساهمة فيه باستثمارات ضخمة تقدر بشرات المليارات من الدولارات سنويا.

وتعتبر صناعة المحتوى الرقمي إحدى الصناعات الحديثة المهمة في مجتمع المعلومات، ويتطلب الاستثمار فيها تغييرا في طرق عمل المؤسسات وفي تفاعلها. وتساعد هذه الصناعة على خلق فرص عمل جديدة ومتنوعة يصعب حصرها أو التنبؤ بتطورها بسبب سرعة نموها واتساع آثارها.

وعلى المستوى العربي، يذكر أن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) قد عقدت ورشة عمل افتراضية عن تعزيز صناعة المحتوى الرقمي العربي امتدت من 30 يناير/ كانون الثاني إلى 10 مارس/ آذار 2007. ورشة العمل هذه هي جزء من مشروع «بناء القدرات من أجل وضع سياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات»، الذي تنفذه إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع اللجان الإقليمية في الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، جزءا من نشاطاته المتعلقة بتنفيذ توجيهات مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1743 - الخميس 14 يونيو 2007م الموافق 28 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً