مرة أخرى نعاود فتح ملف أسماء فرجان المنامة القديمة والسبب يعود إلى أنَّ بعضا من أحياء العاصمة مثل رأس الرُّمان والمخارقة والفاضل قد حظيت بلوحة بنية اللون, توضح للزَّائرين أسماء هذه الأحياء لكنه على رغم هذه الخطوة الإيجابية, فإن الأمر لم يشمل باقي الأحياء الأخرى مثل العوضية والحطب والذواودة والكثير الذي لا يسعني ذكرها...
فلمَ تم تجاهل وضع لافتة لفريج «العوضية» القريب من رأس الرُّمان، هذا الحي الذي كان مشهورا بفنه المعماري المستوحى من الشرق ومن الإسلام إذ تميزت مبانيه بأبراج منافذ الهواء(البادجير). أيضا هذا الفريج كان غالبا يقطنه كبار تجار البحرين من أمثال يوسف علي رضي والشيخ مصطفى وغيرهما من العوائل البستكية والعوضية الذين مازالت بيوتهم موجودة حتى اليوم مثل منزل رضي الذي تحول إلى مطعم راقٍ وناد صحي خاص بالنساء في طابع بحريني جميل.
أما منزل «فاروق» الذي كان بمثابة قصر يملكه الثري فاروق عرشي فقد حل مكانه مركز ابن سيناء الصحي؟ وقد لا يكون المبنى الوحيد الذي اختفى عن أعيننا.
لا ندري لماذا تتم الأمور عندنا في البحرين مثل «القطارة» - إن صح لنا التَّعبير- فهناك من الأشياء التي تعبر عن جزء من هويتنا وثقافتنا في هذه الأحياء التي تعرضت للأسف للإهمال والتشويه مثل كل شيء حدث ويحدث في وطننا الغالي.
وهنا نسأل الجهات المعنية عن القصد من هذا الإهمال بما في ذلك لوحات العناوين الزرقاء التي لا تشير لا من بعيد ولا من قريب إلى اسم الحي، في حين أننا لو قمنا بزيارة لأحد أزقة وأحياء دول أخرى, لوجدنا أن الأمر مختلف, لأن كثيرا منها تحول إلى مزار يستقطب السياح الذين يستكشفون طبيعة وتاريخ المدينة مثل ماربيا وأثينا وروما وغيرها.
لكن، عندنا فالأمر مختلف، فغياب جدية الدولة في ذلك من أهم الأسباب التي جعلت عاصمتنا تبدو مثل أي مدينة هندية وليست بحرينية عربية.
فلو سعت الدولة منذ البداية على ترميم المباني القديمة والحفاظ عليها لبقي شيء نتميز به عن غيرنا لكن هذا الأمر وكالعادة ليس واردا ضمن مخططات ومشاريع الدولة على غرار ما هو معمول به في أوروبا. إننا يجب أن نتعلم أن خصوصية المنامة التي تمثل ثقافات مختلفة انعكست على شكل أحيائها... فهل نلتفت إلى قيمة تاريخنا المتسامح وتبقي الدولة على أسماء فرجان المنامة؟!
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ
للأسف راح القديم الأصيل وحل مكانه الجديد اللي ماله هوية .
كلام واقعي وموزون
أختي الفاضله ريم خليفه شكراً على هذه اللفته القيمه ، نتمنى من الحكومه أن تسمع صوت العقل وتحافظ على ما بقي من تراث الوطن قبل أن تتحول البحرين إلى دوله آسيوية