من البداية لابد من تقديم معلومةٍ تطمئن القراء، بشأن مشروع استقطاع الـ %1 من الراتب، وهو أنه سيشمل الوزراء أبقاهم الله في وزاراتهم خالدين فيها أبدا، ليستمر عطاؤهم لمشروع «التعطل»!
ولكن يبقى من المؤكد استثناء النواب والبلديين من المشاركة في المشروع، والأهم من ذلك استثناء العسكريين من «الدفع»، مع تمتّعهم بميزة «الاستلام» من حساب المشروع عند التعطّل... يعني «أشاركك في المغنم ولا تشاركني في المغرم»!
هذا الإشكال الفاضح، من المفترض أن يعمل أعضاء مجلس النواب أجمعين على تصحيحه، وإلاّ فإنها كبيرة عليهم، فضلا عما يفرضه الواجب الأخلاقي والالتزام الديني من مساواة أنفسهم بالناس في استحقاقات «مشروع التأمين ضد التعطل».
المشروع للعلم، سبق أن اعترضت عليه اللجنة التشريعية بالإجماع؛ بسبب تجاوز الآليات الصحيحة، وقدّمت توصية برفضه، ولكن المجلس مرّره بالغالبية على رغم التحفظات عنه.
ولا ينكر أحدٌ أهمية هذا المشروع للعاطلين، ولكن الإشكال الأكبر على الجهة التي عليها تحمّل أعبائه، فالحكومة من الأفضل لها التنصّل من هذه المسئولية، وإلقاؤها على طرف آخر، والأكمل توزيع الدم على بقية القبائل: العاملين في القطاع العام والخاص، ولكن لا ندري ما الذي دفعها إلى استثناء العسكريين من شرف تحمّل هذه المهمة الوطنية! ألهذه الدرجة تحب عسكرييها و«تحاسب» لعدم إرهاق موازناتهم باستقطاع %1،مع أنهم يحصلون على تخفيضات على مشترياتهم من أسواق مخصصة لهم وتصل التخفيضات الى نسبة 30 المئة؟
ثم إن استثناء العسكريين، من داخلية ودفاع وأمن وحرس وطني، يعني حرمان المشروع من مساهمة عشرات الآلاف من الأشخاص، والأغرب أنك تتيح للعسكريين الاستفادة من المشروع من دون أن يفيدوه. فهذه ثغراتٌ كبيرةٌ في المشروع، لا ندري كيف صوّت مجلس النواب على تمريره بالغالبية، وكيف تغاضت عن سلبياته كل الكتل بلا استثناء، حتى من كانوا يجارون الحكومة في كل رغباتها، صرّحوا بمعارضتهم له قبل ثلاثة أيام. فهل هو ارتباكٌ في الأداء؟ أم أنها سياسةٌ ذات وجهين: وجهٌ في الليل ووجهٌ في النهار؟
إشكالٌ آخر نطرحه ونحن مقبِلون طوعا أو كرها على دخول عصر الضرائب: هل من العدل فرض نسبة واحدة من الاستقطاع على الجميع بغض النظر عن معدل الدخل؟
وهل من العدل مساواة ذوي الدخل المحدود والدخول المتوسطة، بذوي الدخول المرتفعة؟ ففلسفة الضرائب تقوم على التناسب مع معدل الدخل، فكلما زاد الدخل ارتفعت نسبة الضريبة.
عطني خدك!
يقال إن «المتاتو» تحب أكل «الكسكبال» وايد، ولكن بعض فصائل «المتاتو» تفضّل «المتّاي» و«السمبوسة» و«آلو بشير»! ولذلك اقترحت توزيعها هدايا في عيد ميلاد الشرطة! وآخر صرعاتها اقتراح توزيع «الخمس» على العاطلين عن العمل، صج فضولي ومو عارف قدره! خلك مع السمبوسة والمتاي... وبالعربية الفصحى:
فدع عنك نهبا صِيح في حُجُراتِهِ.... ولكنْ حديثا ما حديثُ الرواحلِ!
وويش عرّف (...) بأكل لِكْنار؟ بس فضولية آخر زمن!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1742 - الأربعاء 13 يونيو 2007م الموافق 27 جمادى الأولى 1428هـ