ليس بين الإمامين العسكريين (ع) المدفونين في مدينة سامراء وخاتم الأنبياء محمد (ص) سوى تسعة آباء، جميعهم محل احترام المسلمين بمختلف مشاربهم ومذاهبهم، كما أنه ليس بين القنابل التي زرعت تحت المنارتين وقلب سيد المرسلين أبعد من ذلك! ومن يداخله الشك في هذه القرابة فقد برأ رسول الله (ص) من أولاده ومن أحفاده وهو ما لم يروِه أحد من المسلمين!

متيقن أن سنة العراق بريئون قبل شيعته من هذا الانتهاك الصارخ لمشاعر المسلمين، كما أني متيقن تمام اليقين من براءة الإسلام من أولئك الذين لم تضطرب نفوسهم المريضة، ولم ترتعد فرائصهم البغيضة، وهم يزرعون قنابل الجحيم تحت مئذنتين كانتا ترفعان الأذان قرونا من الزمان، وكانت صرختا التكبير والشهادتين تدويان من أعلاهما فيمتلئ فضاء سامراء بصوت التوحيد الذي انقطع صباح يوم أمس مع تصاعد دخان أسود من حنايا «المنارتين» الذهبيتين اللتين لم تكن لهما جريمة منذ تشييدهما سوى أنهما كانتا ترفعان الدعوة إلى الصلاة في المواقيت الخمسة!

تدمير منارتي حفيدي رسول الله (ص)، دليل آخر يأتي بعد تدمير قبتهما، على أن حرمة المسلمين ورسولهم تحت أقدام هؤلاء الذين لا صلة لهم بالإسلام، والذين ليس لهم هدف سوى رمي العراق في محرقة الطائفية، وجحيم المذهبية، التي تأكل في جسد العراق، كما تأكل النار الحطب!