تناقلت وكالات الأنباء حديثا، خبرا مفاده أن رجل الأعمال الهندي موكيش امباني، وهو أغنى أغنياء الهند، عازم على بناء منزل في مدينة مومبي يتكون من 60 طابقا لتقيم به أسرته بالاضافة الى ستمئة فرد من العاملين عنده.
تبلغ كلفة المنزل الجديد نحو مليار دولار، ويتضمن ساحات انتظار للسيارات، وناديا صحيا من طابقين وحمام سباحة، وقاعة مسرح، وشقة بواجهة زجاجية خاصة بالزوار، وشرفات تطل على مشهد بانورامي لمدينة مومبي. وسيرتفع أكثر من 170 مترا، ومن المخطط ان ينتهي بناء المنزل العام المقبل. ويقول مخططو المدن إن بيت موكيش الجديد يأتي تعبيرا عن اهتمام العالم بالبناء العمودي كالذي يحصل اليوم في دبي وشنغهاي وسيول إذ تتكاثر ناطحات السحاب بشكل كبير جدّا، ويعتقد هؤلاء أن ناطحات السحاب ستتضاعف على الساحة الهندية على رغم تكاثر مدن الأكواخ والصفيح فيها. وقد أصبح هذا الثري البالغ خمسين سنة أغنى رجل في الهند، إذ وصلت ثروته الى 14 مليار يورو. وهو ليس الوحيد؛ فهناك أثرياء آخرون في الهند وصلوا إلى درجة الملياردير، منهم على سبيل المثال لاكشامي ميتال ملك الصلب المقيم في لندن الذي اشترى أغلى دار في بريطانيا اذ وصل سعرها الى 60 مليون يورو.
يترأس امباني مجموعة «ريليانس» وهي أكبر شركة خاصة في الهند، ويملك أكبر حصة في أسهمها. واستطاع أن يكون ثروته بنفسه، اذ ان والده كان عاملا بسيطا في إحدى محطات الوقود.
فمن هو أمباني هذا وما هي مؤسسة رلاينس؟ مؤسسة رلاينس على وشك بدء ثورة في قطاع تجارة التجزئة بالهند بعد أن عقدت العزم على إقامة 1500 فرع في الهند في خلال 6 أشهر. ويقول جيمز هيل إن تأثير هذه الخطوة سيصبح ملموسا على مستوى العالم. ففي شهر إبريل/ نيسان، قام فرع ساهاكاري باندار في مومبي وهو أحد المتاجر الهندية الكبرى المملوكة للدولة بإغلاق أبوابه للقيام بعمل تجديدات، ثم قام الفرع بفتح أبوابه بعد شهر وذلك بعد أن تم تزويده بأجهزة تكييف وقام العاملون بالفرع بارتداء زي ذي لون زاهٍ. وكان المتجر يبيع الكثير من المنتجات بدءا من الأقراص المدمجة حتى البازلاء المجمدة. ولم يكن للمتجر ذي المظهر الجديد اسم خاص به لكن تفاصيل ما حدث بدأت في الظهور.
فقد كان المتجر يمثل حلقة في سلسلة متاجر تبلغ 20 فرعا في مومبي وكان تحديثه يمثل تجربة يقوم بها فرع مؤسسة رلاينس في مجال تجارة التجزئة وهو عبارة عن أكبر شركة قطاع خاص في الهند. وقد تم إنشاء هذا الفرع حديثا لاختبار الإقبال على منتجات خطوط الإنتاج المختلفة واختبار النظام الجديد المتعلق بإستراتيجية رفع مستوى إدارة التوريدات. وقد نجحت التجربة وتضاعفت المبيعات في هذا الفرع 3 مرات. وقد قدمت هذه المتاجر للهند أول تجربة لتشغيل هذا الحجم من المتاجر الذي يخيف المنافسين العالميين من أمثال وولمارت و كارفور وتيسكو. ويخطط مدير شركة رلاينس المحدودة للصناعات موكيش امباني لافتتاح فروع تبلغ مساحة كل منها 100 متر مربع لتجارة التجزئة في الهند بحلول العام 2010.
وهناك تقارير صحافية تشير إلى إمكان افتتاح ما بين 5000 و 10000 فرع في 1500 بلدة ومدينة. وتقوم شركة رلاينس بتشغيل المتاجر العملاقة والسوبر ماركت والمتاجر المتخصصة وذلك لبيع الأطعمة والملابس والأجهزة الكهربية والسلع الاستهلاكية المعمرة والسلع الترفيهية وتقديم الخدمات المالية وخدمات السفر، وسيعمل بالمشروع حوالي مليون شخص في خلال 5 أعوام.
يقال إن أمباني بدأ حياته عاملا في محطة وقود في اليمن. جمع من خلال عمله في المحطة مايعادل (130 دولارا أميركيا) كانت كفيلة بعودته إلى موطنه الأصلي لاستثمار المبلغ الذي كبر مع مرور الوقت عبر صفقات صغيرة في مجال الالكترونيات. بعد مرور 10 سنوات من المثابرة اتجه إلى الاستثمار في البتروكيماويات حينما كان العالم غافلا عن هذه الصناعة. نجاح موكيش اللافت دفعه إلى الدخول في تحالف مع شركات أخرى لتأسيس شركة تعنى بالاتصالات والتقنيات الرقمية فازت بعقود عدة في الهند...الانتصارات المتلاحقة التي يحرزها في مشاريعه عززت حرصه على الدخول في مجالات جديدة أبرزها التقنية الحيوية أو (البيو تكنولوجي). وتتسرب أصابع موكيش أمباني إلى صناعة السينما أيضا، فهو مدير أكبر مؤسسة هندية لصناعة الأفلام، ريلاينس اندستريز. ويرى أمباني أن صناعة الأفلام الهندية يمكن أن تشهد تطورا مهماّ لتصل إلى 200 مليار دولار في السنوات العشرين المقبلة، ويؤمن أمباني بأن الهند تملك أوسع بنية تحتية رقمية في العالم إضافة إلى الموهبة في الخلق والتكنولوجيا الرقمية. في هذه الأثناء، قالت السلطة الهندية لتنظيم قطاع الاتصالات انها ستنشر توصيات نهائية لتشجيع صناعة الأفلام وتطوير شبكة الإنترنت في الهند.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1742 - الأربعاء 13 يونيو 2007م الموافق 27 جمادى الأولى 1428هـ