العدد 1742 - الأربعاء 13 يونيو 2007م الموافق 27 جمادى الأولى 1428هـ

الاستخفاف بحاجات الجمهور

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ان وجود الطاقة في بلادنا (النفط والغاز) لهي نعمة نحسد عليها ومن أجل عيون هذه الطاقة تسود الدنيا كل هذه الحروب والهجوم الأميركي الوحشي على ديارنا وتفتيت العراق والتحرش بإيران للاستيلاء على منتوجها الغالي!

وأتواصل اليوم وللمرة الثالثة للحديث عن الكهرباء نظرا لشعوري بأهميته ولم تروِ غليلي الاحتجاجات السابقة من مقالات، إذ إنني أعتبر كل مسئول يتعامل مع أية طاقة محلية هو رسول وأمامه مسئولية فائقة الأهمية مقدسة وشديدة الحساسية عليه التعامل معها بدقة وشفافية وعدم اللعب بذلك المنصب المهم أو الاستخفاف بحاجة المستهلكين أو إيذائهم في أهم الأولويات الحياتية! وعلى أن يكونوا على درجة عالية من التعليم والدراية بكل ما يحيط بهم في سبيل استغلال الطاقة على الوجه الأكمل وتوزيعها والحذر الشديد في عدم قطع التيار بتاتا إلا اللهم إذا حصلت مصيبة خارجة عن الإرادة الإنسانية وعليهم حينها تبرير ذلك القطع كتابيا والإعتذار رسميا من الجمهور المتأزم!.

والسبب في ذلك هو توفر الطاقة لدينا والتي نستخدم النفط بها وأنه يجب أن لا تكون الأعذار لقطع التيار إطلاقا! انه مما لاشك فيه أن ترشيد الإستهلاك ضروري وهو يعتبر أحد الحلول الأساسية في مشروع الإدارة الصحيحة لتقنيي الكهرباء بشرط أن يكون ذلك على مدار العام وعلى الدولة عمل برنامج منظم ومدروس وطرحه في كل الوسائل الإعلامية وتوعية النشء لاستغلال الطاقة، سواء في الكهراباء أو الماء... الخ

وان التخطيط لزيادة الإستهلاك يجب أن يفعل لسنوات كثيرة ووفرة وحدات أساسية إضافية (stand by) في حال زيادة الإستهلاك أو زيادة عدد الوافدين، أو لارتفاع درجات الحرارة والتي قد تصل إلى الخمسين درجة مئوية ما تضطر المستهلكين إلى زيادة العبء على تحميل الاستهلاك! كل هذه الضغوط يجب أن تكون واردة ومعمول حسابها بجدول زمني يتناسب طرديا مع كل الظروف لإنجاح مشروع التوزيع الصحيح للكهرباء ومنع الأزمات والطوارئ الغبية والغيبية التي تحدث عندنا يوميا! ان التخطيط للإمدادات الكهربائية وحاجتنا إلى الوحدات الإضافية من محطات يشبه تماما التخطيط لتوسعة الشوارع للإقلال من الازدحام، وانه علينا النظر مستقبلا لمدة لا تقل عن العشر سنوات والاستعداد للزيادة المتوقعة في عدد السيارات والبشر وأن لا تكون حياتنا عرضة للظروف الطارئة الموجعة من دون أية استعدادات مسبقة! لتضاعف الاستهلاك!

ان شعوبنا في الخليج المجاور لايعانون من انقطاع في التيار ونرجو من حكومتنا العزيزة ألا تضيف أو تزيد على أعباء أهالي البحرين وتوترهم مع حرارة الصيف ولهيبه، بالإضافة إلى التوتر السياسي والاجتماعي وعدم وجود الأماكن الترفيهية! واختفاء البحر الذي كان يساهم في بعض من البرودة والتسلية لصيد الأسماك في العطلات الصيفية! فلكم أن تتصوروا أيضا غلاء المعيشة وعدم تمكن الكثيرين من السفر! فأية معاناة هذه مع انقطاع الكهرباء كإضافة؟

أما الحل الأخير في حال عدم التمكن في إعادة حلول لتوصل دعم الكهرباء، فعلى الوزارة أن تعلن مسبقا عن عدم قدرتها توفير الكهرباء بانتظام! وأن تقوم بجداول قطع منظمة بحيث يتم توزيعها مسبقا على المتضررين! وأن توفر لهم مولدات كهربائية في الأسواق ومنها التي تعمل بالنفط أو الغاز كما يجري في لبنان (والتي لديها حرب ولايوجد عندهم نفط) حينها يشتريها المستهلكون وعوضهم على الله لتوفير البرودة اللازمة للعيش! (وهذه آخر قشة يطلبها قبل أن ينقصم ظهر البعير!) والله ستر من بلاد تعاني من عدم توفر كهرباء بشكل كاف وهي تمتلك طاقة جبارة وخيرا وفيرا ونأمل بعدها أن يقل التوتر السياسي وأن يفرح الناس بالطاقة البديلة.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1742 - الأربعاء 13 يونيو 2007م الموافق 27 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً