في العطلة الصيفية تتلاقى عدة عوامل تجبر الفرد على الهروب من البحرين إلى خارجها بأي شكل من الأشكال.
علاوة على سخونة الجو التي تزداد يوما بعد يوم - فكلما فكرت أنها ستهدأ قليلا وتستقر، تفاجأ بموجات عارمة من الأشعة فوق الحمراء والصفراء والخضراء تسلخك سلخا طالما كانت الشمس طالعة - نقول علاوة على ذلك، هناك مصطلح «الإجازة» الذي يعتبر مغريا جدا للسفر، والذي تتسابق فيه وكالات السفر والسياحة بعروضها للبلدان المختلفة شرقا وغربا. وقبل ذلك كله هناك انقطاعات الكهرباء التي أصبحت إحدى السمات الرئيسية للصيف البحريني. فكلما ازدادت الحرارة ازداد معها عدد ومناطق انقطاع الكهرباء، وكلما صادفك انقطاع للكهرباء أو سمعت شكاوى الناس المتكررة من شدة الحر في غياب «المكيفات» صرت تسأل: كيف كان الناس يعيشون في البحرين قبل الكهرباء، ولماذا لم نعد مثلهم قادرين أصلا على احتمال موجات الحر القاتلة هذه، فصار السفر بالنسبة إليهم ضرورة ملحة، وليس كماليا؟ ولأنك تعرف أن الحر في هذا الزمان غير الحر في «زمان لول» نتيجة لعدة عوامل بيئية ومناخية و»تلوثية»، فستضطر آسفا أن تحتفظ بمشاعر الضيق من المقارنة «المجحفة» بين الحر «المعاصر» وحر «لول» لنفسك، وتكتفي بأن تحاول قدر المستطاع أن تسافر، إلى أي مكان بعيد من هنا لا يصبح معه الحر إحدى منغصات الحياة، وإما أن تقبل بالبديل الموجود، وهو أن تبقى تحت رحمة المكيف... مدى الحياة.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1741 - الثلثاء 12 يونيو 2007م الموافق 26 جمادى الأولى 1428هـ