العدد 1741 - الثلثاء 12 يونيو 2007م الموافق 26 جمادى الأولى 1428هـ

لا أقول... ما أريد أن أقول!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يقول الأمين العام لحركة «حق» حسن مشيمع عشية الاعتصام في المالكية إنه سيقول كلاما يتحدى الصحافيين أن يكتبوه، وقد تبدو هذه الإطلاقة اللفظية نوعا من أنواع الشجاعة حين ننظر لها في الوهلة الأولى!، إلا أننا - كصحافيين - سنقر له بذلك إن أقر هو الآخر بأنه لا يستطيع أن يقول «كل ما يريد أن يقول!!» أصلا.

واقع الحال أن كل الأطراف لا تقول «ما تريد أن تقول»، والقشة التي يتعثر بها جميعنا المهووس بـ «الشك» و«التشكيك» و«التخوين» لا تغادرنا، ولا نمتلك على ما يبدو من الشجاعة ما يكفي، أن نعلن عنها خوف «الهلاك».

تنام على صفيح ساخن لا يبرد، وتتعثر بالقشة. هكذا تبدو العملية السياسية في البحرين. ووفق هذه الحال المزرية تعجز المؤسسات السياسية أن تكون حاضنة لما يختلج قلوب البحرينيين من أمنيات بالأيام الجميلة التي لم نرها بعد.

لا المجلس النيابي يحلق في أجواء «المعركة»، وكذلك هي «الصحف» - السلطة الرابعة - وصلت حدود «السقوف العليا» وتوقفت بها عجلة «النقد» حد التكرار وإعادة «الموضوعة» حد الملل.

بقي أن نمارس شيئا من «الدعاوى الرسولية» لنخبركم أننا بحاجة ماسة لمصالحة وطنية تحفظ لنا ما تبقى، ذلك الذي تبقى ونخاف عليه أن يضمحل على حين غفلة منا، إذ تشغلنا اليوم حياكة مؤامرات «التورط» و»التوريط» في «السياسي» من أن نلتفت لما يكاد أن يضيع من بين أيدينا هباء منثورا، وحينها «لا رابح» وكلنا في الخسارة سواء...

نحتاج مصالحة وطنية تعيد لمن همشوا وسط الزحام مكاناتهم المفقودة، نحتاج مصالحة وطنية تمنح القلوب شيئا من الطمأنينة التي انتهكتها «الطائفية» وتسارعها المجنون نحو فصل البحرين إلى شطرين، لا يعرف أحدهما الاخر، ولا يقبل به.

في خضم هذا «القلق» والزحف نحو «الفوضى» من دون دراية أو إدراك تبدو المصالحة الوطنية ضرورة قبل أن ينعقد دور الانعقاد المقبل بالعقليات والتحالفات الطائفية ذاتها فتنكسر «القارورة»، وحين ينسكب ماؤها على الجميع لن تجدي حينها مطالبات «التعقل» والرجوع لـ «السياسي» الذي انتهك/ أبيح بمعادلات لا تدرك إلى أي جحيم تسير بالبحرين.

نستطيع أن نبالغ في «الأمل» بالمستقبل المقرون فعليا بـ «التهميش» لأصحاب الأحياء الفقيرة بحسب تعبير المناضل الأميركي «جاكوب»، إلا أننا سنصدم ذات يوم حين تنفصم عروة «الصبر» حين ينسكب الماء جزافا على الأرض، وحينها سنقدر فعلا هراء أن نستكين للحلم غير آبهين لما يجري حولنا من «فوضى».

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1741 - الثلثاء 12 يونيو 2007م الموافق 26 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً