قرية الدراز من أكبر قرى البحرين إذ يبلغ عدد سكانها ما يقارب 18 ألف نسمة وهي قرية تضرب بجذورها في عمق التاريخ واشتهرت كذلك بالمهن الشعبية مثل الفلاحة وصيد الأسماك ومهنة الغوص إذ يروى كبار السن في القرية ان الدراز كانت تتميز بوجود غواصين مهرة من أبنائها كما ان الصور التي التقطت في مراحل زمنية مختلفة وخصوصا في عقد الأربعينات من القرن العشرين تبني بشكل واضح ان الدراز كانت واحة خضراء زاهية بنخيلها وبطلعها النضيد وكانت الحياة في قرية الدراز جميلة وهنيئة بقدر ما كانت بسيطة وعفوية يميزها ترابط أهاليها وحبهم لقريتهم الجميلة والشغف بحب الدراز جعل واحدا من أبنائهما وهو الإستاد جعفر كاظم يعد كاتبا عن تاريخ قرية الدراز وسيصدر بعد جهد متواصل استغرق سنوات طويلة ونتمنى ان يصدر قريبا ليؤرخ لمراحل متعددة من تاريخ قريتنا الحبيبة سوق الدراز القديم هذا السوق الذي لايزال مكانه الحالي ويعود تاريخ السوق إلى أكثر من أربعة قرون بحسب ما ذكر وكان هذا السوق يغطي احتياجات أهل القرية كلهم وله تاريخ عريق يباع فيه الأسماك والخضراوات والفواكه حتى يومنا هذا وقد برز الكثير من الباعة الذين اشتهروا ببيع الخضراوات والفواكه مثل البرتقال والبطيخ ويتميز بالروح المرحة وخفة الدم عندما نتحدث عن قرية الدراز كقرية ساحلية تأخذنا الذكريات إلى تلك الأيام ووجود تلك العيون العذبة وعدد كبير من النخيل وجدا يعود كله لاهتمام أهالي الدراز بزراعة النخيل والأشجار في تلك الفترات وكان الفقر سائدا حينها ولم تكن الاعمال متوافرة واعتمد الكثير من الأهالي على البحر وصيد الأسماك في فصل الصيف وشدة الحرارة ينتقل الأهالي من مكان إلى أخر كالبيوت القديمة كالعرشان التي تبين من جذوع وسعف النخيل وكل عائلة تختار بها مكانا مناسبا في القرية من أجل بناء مسكن لها هو العريش ومن الأماكن المشهورة في قرية الدراز منطقة الكوت وفريج افيليد ومنطقة ميبر في المنطقة الغربية لوجود أرض خصبة ونخيل وكانت هذه المنطقة بحسب ما ذكر في فترة الأربعينات والخمسينات شيدت بها عدد من العرشان في فصل الصيف لكثير من العوائل والأسر في قرية الدراز أما العيون التي اعتمد عليها أهالي الدراز قديما مثل عين أم الحلو من أشهر العيون في قرية الدراز.
حميد أحمد الدرازي
العدد 1741 - الثلثاء 12 يونيو 2007م الموافق 26 جمادى الأولى 1428هـ