إن الإنسان بطبعه يعشق العدالة لأن الإنسان يحب الجمال حتى لو لم يعيش في أسرة، والجمال قد يكون جسديا وقد يكون معنويا، وقد يكون جمال فرديا أو اجتماعيا. ووجود العدالة على الأرض يجعل المجتمع جميلا، فالنفس تعشق الجمال والعدالة.
ما العدالة؟... هي المساواة بين الأفراد وإعطاء كل فرد ما يستحقه على قدر طاقاته، والتوفيق بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع. فالبشر غير متساوون في طاقاتهم وقدراتهم، فليس من العدل أن يأخذ أي فرد مكان فرد آخر، فنحن في مجتمع كل فرد يأخذ حق غيره، فالحق في اللغة هو الشيء الثابت الذي لا يجوز إنكاره، والعدل حق من حقوق الإنسان، وهذه الامتيازات التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان ويضمنها القانون ويحميها. فقبل مجيء الشريعة الإسلامية كانت الظروف قد أخذتهم في طياتها العنيفة فأصبحوا في غابة يصارعون من أجل البقاء للأقوى. ولله الحمد جاءت الشريعة وأزالت جميع هذه الفوارق القبلية والعصبية واللغوية، فالناس جميعا فيها سواء.
وأنا باعتباري فردا في هذا المجتمع احتاج إلى العدل في ظل أسرتي الصغيرة، واحتاج إليه في جامعتي، وأحتاج إليه في عملي. وتأسيس دولة حضارية تسير على قوانين علمية لابد من وجود هذا الحق للوصول إلى أرقى المستويات. وكوننا نعيش في مجتمع حضاري يحافظ على حقوق الإنسان يجب على كل فرد أن يتمتع بصفة واحدة وهي صفة الإيثار التي يجب أن يتحلى بها كل كائن حي للوصول إلى الأهداف، فالناس يولدون أحرارا متساوين في الكرامة الإنسانية.
فطاقات البشر طاقات متساوية، إنما خلق الله البشر باختلاف الطاقات ليكمل بعضهم بعضا. فالرجل طاقة من الحزم، والمرأة طاقة من العاطفة، كلاهما يتمم الآخر. فكما أسلفنا، العدالة في أن توزع الثروة على البشر باختلاف طاقاتهم وعطاءاتهم، فيجب إعطاء كل فرد ما يستحقه نتيجة طاقاته وعطائه.
آيات شرف الموسوي
العدد 1741 - الثلثاء 12 يونيو 2007م الموافق 26 جمادى الأولى 1428هـ