ظاهرة التسول من جانب بعض الفئات ومزاولتها بالقرب من المجمعات والأسواق التجارية والإشارات الضوئية... إلخ، أمست معروفة لدى الجميع ومحفوظة عن ظهر قلب... فسابقا كانت بواسطة عدة طرق كمد اليد وبعدها بيع محارم الورق (الكلينكس) وتطّورت لبيع الفواكه والمياه والعلكة...
ولكن، أن تتطور بشكل مُلفت للنظر ومثير للشفقة والبؤس كأن تجد امرأة أو رجل يقف بجانب صيدلية أو مكان آخر وبعينين منكسرتين يستجديك عطفا لدفع ثمن الدواء الفارغ الذي يحمله بين يديه، لهو أمر محرج فعلا، وخصوصا إن كنت لا تملك فلسا واحدا لتهبه لتلك أو ذلك المسكين... السؤال هو: هل هم فعلا محتاجون إلى الدواء؟ أم إلى ثمنه؟
فإن كانت حاجتهم إلى الدواء فأين المسئولين عنهم؟ فما واجب وزارة الصحة حيال من يطلب دواء مرضه من المارة من مواطنين ووافدين؟ أليست هي المسئولة عن توفيره، أم أن عامة الشعب المسكين الذي بالكاد يوفّي متطلبات أسرته وديونه
وبالكاد يصمد راتبه لآخر الشهر إن كان ليس لمنتصفه... هو المطالب بتوفيره لهم؟!
أما إن كانت حاجتهم إلى ثمن الدواء، فلماذا انتهجوا تلك الطريقة بالذات؟! ألِكسب عطف وشفقة المارة ولو بالنصب؟ لأننا كوننا شعبا موصوف بالكرم والأخلاق الطيبة... تجدنا نهب لمساعدتهم ولو بالبسيط وكما نقول «لدفع البلاء عنا».
المسئولون فعلا عن هذه الظاهرة وزارتان وخصوصا وزارة الصحة كونها مسئولة وملزمة بتوفير الدواء لعامة الشعب... ووزارة التنمية كونها مسئولة عن تلك الفئة المحتاجة إلى المساعدة ومد يد العون إليها.
فرفقا بنا وبكل زائر وسائح تخط قدماه أرض الوطن. فأخذهم صورة بائسة عن شبابنا العاطل أهون من مشاهدة صورة لأب أو أم يجوبان الشوارع تحت الشمس الحارقة طلبا للقمة العيش والدواء. فلا نعلم إلى أي مدى ستصل إليه تلك الظاهرة مستقبلا؟ ولا نعلم ماذا سيكون شكلها؟ نتمنى جميعا أن تنتهي تلك الظاهرة على خير، وأن ينال الجميع مبتغاهم وحاجاتهم بالتفاتة من المسئولين عن قريب.
فاطمة أحمد
العدد 1741 - الثلثاء 12 يونيو 2007م الموافق 26 جمادى الأولى 1428هـ