لم يدر في خلد الكثير من الخليجيين أن يضرب اعصار بقوة «جونو» المنطقة، فالمنطقة كانت لعدة عقود في منأى عن مثل هذه الأعاصير والكوارث الطبيعية، لكن يبدو أن الوضع سيتغير من اليوم وصاعدا، إذ إن طمع الإنسان آخذٌ في التعدي على الطبيعة ومؤثرٌ في المناخ بشكل ملحوظ ومعاش.

ومن الأمور التي لم يعتد عليها الخليجيون أن يشاهدوا مدى الدمار الذي خلفه اعصار «جونو» في سلطنة عمان، إذ قضى ما يقارب الخمسين شخصا مصرعهم وفقد نحو 30 وتم إحصاء أكثر من 20 ألف منكوب، فيما دمرت الجسور وتقطعت الطرق وغطت المياه كثيرا من المنازل وتراكمت السيارات على بعضها بعضا.

وأما الأغرب فيما حدث فهو التقصير الواضح الذي لم يكن يتوقع صدوره من الدول الخليجية إزاء الكارثة التي تعاني منها شقيقتهم عُمان، إذ ان الإعلام الخليجي لم يكن بالمستوى المطلوب من التفاعل مع الكارثة قبل وأثناء وبعد حدوثها، كما أن التكاتف والمبادرة بالإغاثة والمساعدة لم يكن ملموسا، ولو قال البعض انه معدومٌ لما بالغ في ذلك.

ربما يكون المبرر الوحيد لهذا الموقف هو أن دول الخليج لم تعتد على مثل هذه الأمور، وأنها مازالت تعاني من صدمة الإعصار.

فحريٌّ بدول الخليج أن تكفر عن تقصيرها بالمبادرة بشكل واضح في إغاثة الشعب العماني والوقوف مع حكومته في هذه المحنة، والتهيؤ لمثل هذه الكوارث.