اضطر نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي الشهير إلى إلغاء تعاقده مع الاتحاد الماليزي لكرة القدم بخصوص لعبه مباراة ودية في ماليزيا خلال شهر يوليو/ تموز المقبل، وذلك لكون ماليزيا تستضيف في الوقت نفسه بطولة آسيا للمنتخبات لكرة القدم بالتشارك مع ثلاث دول أخرى في شرق القارة الصفراء.

هذا الإلغاء جاء بفعل ضغط هائل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم برئاسة القطري محمد بن همام ومن خلفه الاتحاد الدولي للعبة برئاسة السويسري جوزيف بلاتر على نادي مانشستر يونايتد لإلغاء هذه الزيارة لكونها ستضر بجماهيرية البطولة الآسيوية إلى جانب وجود تعاقد بين الاتحاد الآسيوي والدول المستضيفة يمنع مثل هذه المباريات الودية التي قد تؤثر على سير البطولة.

مانشستر يونايتد بقوته وجماهيريته اضطر للخضوع لمطالبات الاتحاد الآسيوي وأعلن في بيان له نشر حديثا عن أسفه لجماهيره في ماليزيا عن عدم قدرته على القيام بالزيارة التي كانت مقررة سلفا.

الاتحاد الآسيوي ومن خلال موقفه الصارم أظهر مدى قوته وقدرته على مواجهة أباطرة الكرة العالمية، كما أنه دلل على علو كعب القانون على الجميع من دون مجاملات أو تملقات.

بقوة القانون انتزع الاتحاد الآسيوي ما يريده في ظل المساندة الكبيرة التي يحظى بها من الاتحاد الدولي في ظل العلاقة المتينة والقوية بين الرئيسين بن همام وبلاتر.

القانون والالتزام بالتعاقدات والمسئوليات قيمة أساسية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يعتبر أقوى المنظمات العالمية وأكثرها تنظيما بشكل مكنه من الضغط على الحكومات والدول التي تخالف قوانينه سواء من خلال تدخلها في شأن كرة القدم بحل الاتحادات وغيرها كما حصل في العقوبات التي فرضت على اليمن وإيران وغيرها.

خبر إلغاء المباراة قد يكون مر على الكثيرين من دون اكتراث إلا أن المتتبعين لحيثيات الأمور يدركون مدى القوة التي أظهرها الاتحاد الآسيوي في هذا المجال وخصوصا أنه كان في مواجهة أغنى أندية العالم وأكثرها شهرة ربما!

جولة مانشستر كان ينتظر منها الأخير الحصول على أموال طائلة في فترة الإعداد الصيفي من خلال الالتقاء بالمحبين والمعجبين في شرق القارة الآسيوية إلا أنه سيخسر الكثير من هذه الأموال بعد إلغاء الرحلة.

القوة والمكانة التي يتمتع بها الاتحاد الآسيوي وتحديدا رئيسه بن همام تجعلنا نفكر أكثر من مرة في الجدوى التي ستعود علينا بالتصادم مع مثل هذا الاتحاد القوي والمنظم في حين أننا بأمس الحاجة لدعم هذا الاتحاد والاستفادة من الخبرات التي يمتلكها على مختلف الأصعدة والاستفادة من العلاقة القوية التي يمتلكها مع الاتحاد الدولي للعبة الذي ينفذ برامج تطوير لكرة القدم البحرينية.

الاحتفاظ بعلاقة مميزة مع الاتحاد الآسيوي ومن خلفه الاتحاد الدولي أمر ضروري في الفترة الحالية وخصوصا أن المناوشات التي حدثت في الفترة الأخيرة أدت إلى إلغاء زيارة رئيس الاتحاد الدولي للعبة السويسري بلاتر إلى البحرين كما يقول البعض.

فهل ينتهي التوتر القائم مع الاتحاد الآسيوي أم يستمر لغير صالح الكرة البحرينية؟!