العدد 1740 - الإثنين 11 يونيو 2007م الموافق 25 جمادى الأولى 1428هـ

الغرب حائر في أمر عرض بوتين

على مدار أسابيع حاولت الولايات المتحدة إقناع روسيا بإنهاء هجومها على نظام للدفاع الصاروخي مزمع نشره في أوروبا الشرقية والانضمام لجهودها لإحباط تهديدات من إيران وغيرها.

وحين حصلت على الرد أخيرا من خلال اقتراح مفاجئ تقدم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس يقضي بتقاسم معلومات من محطة رادار عمرها 22 عاما في أذربيجان يمكن أن نجد لها العذر لعدم لترحيبها به.

وعلى رغم تعارض الاقتراح مع جزء كبير من التخطيط الأميركي حتى هذا الحين فان واشنطن لا تريد أن تبدو كرافضة له. كما أنه عامل جديد قد يقوض مساندة هشة من جانب حلفاء غربيين للولايات المتحدة لخطة الدرع الحالية التي أمضت واشنطن بضعة أشهر في محاولة حشدها.

وقال مدير مؤسسة أجندة الأمن والدفاع ومقرها بروكسل جيلز ميريت «الحقيقة ان أحدا لا يعلم ما إذا كان الروس يظهرون جانبا اكثر تعاونا».

وللوهلة الاولى يبدو العرض الذي تقدم به بوتين في اجتماع مجموعة الثماني هذا الأسبوع يفتقر لأي إغراء. وتغطي محطة رادار (قابالا) وهي من أكبر المحطات في العالم وتقع في شمال أذربيجان المحيط الهندي والشرق الأوسط ومعظم شمال إفريقيا ويمكنها رصد الصواريخ التي تطلق من هذه المواقع. ويوم السبت اقترح بوتين إمكان استخدامها مع صواريخ مضادة في أوروبا أو تركيا.

غير أن مسئولين أميركيين أكدوا مرارا أن وجود رادار في جمهورية التشيك وصواريخ مضادة في بولندا يتيح موقعين مثاليين للتصدي لتهديدات صاروخية من إيران والشرق الأوسط ولا يرون خطة بوتين كبديل للدرع الصاروخية.

وحتى إذ قبل كإضافة لأي درع أميركي في المستقبل فان محللي الدفاع الغربيين يتساءلون ما إذا كانت المحطة التي تعمل في شمال أذربيجان منذ العام 1985 ويقوم بتشغيلها الجيش الروسي الذي يستأجرها من أذربيجان تصلح لهذه المهمة.

وعرض بوتين اقتسام المعلومات التي تجمعها المحطة في لحظة ورودها نفسها ولكن في ظل الفتور الذي يعتري العلاقات بين موسكو والغرب هل تريد واشنطن حقا أن تعتمد على الجيش الروسي للحصول على مثل هذه المعلومات المهمة؟.

وعلى رغم عدم تقديم أي وعود فان رد فعل الغرب كان متناقضا ويعكس الشكوك تجاه نوايا موسكو الحقيقية ورغبة في اختبار ما إذا كان يشير لتحول حقيقي عن الهجمات الشديدة على الخطة طوال أربعة أشهر.

واستغلالا لقلق أوروبي بشأن عدم تغطية الدرع مناطق كبيرة في جنوب شرق أوروبا أشاد بوتين بقدرة رادار قابالا على تغطية أوروبا بالكامل وهي نقطة لم يعلق عليها مسئولون الأميركيون بالتفصيل بعد.

وأبدى البعض تفاؤلا أكبر في ردود فعل علنية، إذ صرح نائب رئيس الوزراء التشيكي الكسندر فوندرا بقوله «انه أمر طيب أن يبدأ الروس في التخلي عن الرفض المستمر.»

ويرى فوندرا وغيره أن تعليقات بوتين تعترف ولو ضمنيا بإمكان وجود تهديد صاروخي من الشرق الأوسط الأوسع على المدى القريب وهو ما أصرت موسكو على عدم وجوده حتى الآن.

ومن الصعب تصور كيف سيتحول الرفض للدرع الصاروخي الأميركي لقبول صريح قريبا ولكن من المؤكد انه لن يحدث خلال اجتماع وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس مع نظيره الروسي اناتولي سرديوكوف لمناقشة الدرع في محادثات يستضيفها حلف الاطلسي في بروكسل يوم الخميس المقبل.

غير أن الاجتماع سيكون حيويا للتحضير لما يعتبره دبلوماسيون غربيون وروس مواجهة حقيقية بشأن الدرع في اجتماع منفرد بين بوتين وبوش في منتجع أسرة الرئيس الأميركي في مين يومي الأول والثاني من يوليو/ تموز المقبل.

العدد 1740 - الإثنين 11 يونيو 2007م الموافق 25 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً