العدد 1739 - الأحد 10 يونيو 2007م الموافق 24 جمادى الأولى 1428هـ

دعوة ولي العهد لاندماج الشركات (3/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وتلجأ الشركات إلى سياسة الاندماج لأسباب متنوعة تختلف باختلاف ظروف الشركات، ويمكن أن نعرض بعض أهم الدوافع والأسباب التي تدفع الشركات إلى الاندماج:

1- التكامل: فقد يكون الدافع تحقيق التكامل بنوعية الرأسي والأفقي، ويتحقق التكامل الأفقي باندماج شركتين أو أكثر تقوم بالنشاط نفسه أو الإنتاج كاندماج شركتين لغزل القطن مثلا. أما التكامل الرأسي، فيكون باندماج شركتين تقوم بأغراض متكاملة كاندماج شكرة مقاولات مع شركة توريد الأخشاب والخرسانة. 2- المنافسة: قد تلجأ الشركات إلى الاندماج بهدف المنافسة أو البقاء والقدرة على الوقوف في مواجهة الشركات المسيطرة أو الأكبر حجما. 3- علاج للشركات المتعثرة: قد يتم اللجوء إلى الاندماج كحل وعلاج للشركات المتعثرة، فتلجأ هذه الشركات التي تعاني من الأزمات الاقتصادية والديون إلى الاندماج مع شركة أخرى ذات إمكانات اقتصادية وإدارية أفضل للتخلص من الظروف الصعبة التي تعاني منها الشركة المتعثرة. 4- الدافع الوطني: قد يتم اللجوء إلى الاندماج بين الشركات من أجل تحقيق مصلحة عامة وطنية لحماية الاقتصاد الوطني والحفاظ على سمعته وحمايته من التعرض للاهتزاز. 5- الاحتكار والرغبة في السيطرة: وهو السبب والدافع غير المشروع للاندماج لأنه يؤدي إلى الإضرار بالآخرين. 6- العولمة: تشير الدراسات إلى أن المتغيرات الاقتصادية في ظل العولمة أدت إلى الخوف والقلق من جانب الشركات والمؤسسات بل حتى من جانب الدول، وبسبب العولمة، سعت هذه الشركات إلى الاندماج لمواجهة المتغيرات الاقتصادية في ظل العولمة، كذلك لجأت إلى إقامة التكتلات فيما بينها، لمواجهة أي تطور أو تغيير تشهده الساحة الاقتصادية في ظلال العولمة.

ولابد لنا من التوقف عند دافع «العولمة»، ذلك ان نظام العولمة الاقتصادية الذي يعتمد على فكرة المنافسة المستمرة، ومبدأ البقاء للأصلح، يتحول في الواقع العملي إلى قبول منطق البقاء للأقوى، لأن المنافسة لا تتم عادة بين أفراد ودول وشركات متساوين في القدرات. وبالتالي، يكون الفوز شبه مؤكد للقادر الذي يجني كل الأرباح. ويتجه اقتصاد العولمة إلى تركيز القوة والثروة العالمية في عدد محدود من الكيانات الاقتصادية العملاقة. فالشركات ومؤسسات الأعمال العالمية الكبرى تتجه باستمرار إلى الاندماج والتحالف مع بعضها بعضا لتشكل تكتلات عملاقة أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية. وتشكل ظاهرة اندماج الشركات والمصارف واحدة من أبرز سمات العولمة الاقتصادية. وقد برزت ظاهرة الاندماجات بين الشركات الصناعية الكبرى والمصارف، وشركات الأدوية، والشركات العاملة في مجال الصحافة والترفيه والإعلان بشكل كبير في السنوات العشرين الأخيرة. ففى الربع الأول فقط من العام 1999، تمت نحو 2500 عملية اندماج تقدر قيمتها بنحو 411 مليار دولار. من أمثلة عمليات شراء المنافسين الصغار على سبيل المثال، هو اختفاء عدد من شركات إنتاج السيارات مثل «سكودا» التي اشترتها فولكس فاغن. ومن أهم عمليات الاندماج والتحالف بين عملاقين متقاربى القوة الاندماج بين العملاقين الألماني والأميركي في صناعة السيارات (ديملر-كرايسلر). كما تم اندماج أكبر ثلاث مصارف يابانية لتشكل شركة قابضة عملاقة. ويقدر بعض الباحثين أن هناك نحو خمس عشرة شبكة اقتصادية عالمية مندمجة تتمتع بالسيطرة الفعلية على الاقتصاد العالمي. معنى هذه الاندماجات وغيرها، ان جوهر فكر المنافسة التي ينبني عليها منطق عولمة الاقتصاد، وأهمها الكفاءة الاقتصادية والبقاء للأصلح، في خطر، لأن الاندماج يحول المنافسة إلى منافسة احتكارية، فهو يخلق أسماك كبيرة تستطيع ابتلاع الأسماك الصغيرة في السوق العالمي للمنافسة، الأمر الذي يأتي بالضرورة على حساب المنتجين الصغار، الدول النامية، والمستهلك في كل مكان. ومن الأمثلة التي نلمسها في حياتنا اليومية، والتي تبين صعوبات المنافسة في الأسواق بين المؤسسات الكبرى والمنافسين الصغار، هي ظاهرة التوسع في سلاسل السوبر ماركت العملاقة، وانصراف الكثير من الزبائن إليها على حساب محلات البقالة الصغيرة. فالسوبر ماركت العملاق يستطيع تقديم عدد هائل من السلع والتسهيلات، وأساليب العرض المبهرة، التي لا تتوافر لمحل البقالة الصغير. ومع الوقت تصبح هذه المحلات الصغيرة معرضة للاندثار، إذا لم تبذل جهودا جبارة لتحسين خدماتها والدفاع عن وجودها. وعلى صعيد صناعة النفط والغاز، ولزيادة حصة الشركات البترولية العالمية في إنتاج البترول العالمي، وأيضا زيادة الاحتياطيات البترولية تدرس هذه الشركات حاليا تطوير 153 حقلا في المغمورة باستخدام أنظمة الإنتاج العائمة، تصل كلفة إنشائها إلى نحو 42 مليار دولار. وأدى اندماج الشركات البترولية وظهور شركات بترولية عملاقة خلال السنوات الثلاث الماضية وهي: أكسون موبيل، ورويال داتش/ شل، والبترول البريطانية، وتوتال فينالف، وشيفرون تكساكو، وشركة فيليبس وكونوكو، وشركة إيني الإيطالية، ولاسمو البريطانية إلى خفض نفقات الاستكشاف والتطوير بمليارات الدولارات.

وفي هذا الإطار ساعد اندماج شركات الخدمات البترولية، التي اشترت شركات صغيرة مثل شركات جلوبال مارين، وسنتافي، اللتين تعملان في خدمات حفر الآبار، إلى توسيع نطاق خدماتها البترولية.

كل هذه الظواهر وأخرى غيرها في مجال الاندماج تعيدنا مرة أخرى إلى دعوة سمو ولي العهد المصارف إلى الاندماج ففي تلك الدعوة الكثير مما يستحق التوقف عنده.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1739 - الأحد 10 يونيو 2007م الموافق 24 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً