العدد 1738 - السبت 09 يونيو 2007م الموافق 23 جمادى الأولى 1428هـ

غير قابل للنقد

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

مسكينة هي المعامير، فالكوارث تتقاذفها من كل حدب وصوب، فعوضا عما تعانيه القرية منذ زمن بعيد وحتى اليوم، هاج البحر (الذي أحس البحارة باضطرابه) عليهم في غمضة عين فجعل قريتهم حوض سباحة لا متناهي... ومع ذلك عليهم الاطمئنان كثيرا، فلا علاقة لذلك ألبتة بإعصار «جونو» الخليجي، وإن تزامن معه! المعاميريون ما سئموا الشكوى يوما، ودائما ما تقابل شكواهم بالنفي... فالغازات الخانقة، والجلد المتهيج، والأجساد المسرطنة، والبحر المرقع بالزيت وبمواد مغايرة للونه، والمصانع بمنتوجاتها المختلفة (نفط، بتروكيماويات، رمال، طابوق... إلخ) المزاحمة لبيوت الأهالي... كل هذا وأكثر لا يمكن عده دليلا قاطعا أو بضع دليل على «كارثة بيئية» تنخر القرية الوادعة، التي فقدت الكثير من أهلها ومازالوا متمسكين بأرواحهم بها!

هكذا هي حال غالبية الجهات المسئولة، ترفض الاعتراف بوجود «خلل» ما، وكأن في الاعتراف انتقاصا من مكانتها العالية التي يجب ألا تمس، أو كأن البحرين كانت كما كانت «بلد الأمان» وهي بمنأى عن أي خطر داخلي/ خارجي بسيطا كان أم كبيرا! فما إن تكتب شكوى في سطرين، حتى تبادرك الجهة المسئولة بملزمة كاملة لا تحوي تبريرات أو نفيا فقط، وإنما سيلا من الشتائم المبطنة لكاتبها وإسقاطا لإدراكه!

لا نعلم متى ستؤخذ «مشاهداتنا ومسامعنا ومعاناتنا»، بل وتجاربنا، برهانا كفيلا بأن يسخن «الكراسي المتجمدة»، فتسعى لـ «تحليل» رواتبها على الأقل بالاعتراف بالخلل، حتى ترفعنا من خانة «المتوهمين»، أو تبادر إلى تحذيرنا فقط ونحن سنقوم باللازم!

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1738 - السبت 09 يونيو 2007م الموافق 23 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً