الهجوم الجريء الذي شنّه أربعة نشطاء فلسطينيين على معبر كيسوفيم الحدودي مع قطاع غزة شكل نقلة نوعية هزت العدو بلا شك، إذ تمكّن هؤلاء النفر من استخدام سلاحهم الخفيف لمدة ثلاث ساعات في مواجهة جنود العدو الذين ردوا عليهم بكل أنواع الأسلحة بما فيها المروحيات.

نجحت هذه المجموعة المشكلة من حركة «فتح» و»الجهاد» في اختراق هذا المعبر في وضح النهار وكان اللافت هو مساندتهم بإطلاق قذائف المورتر وقذائف صاروخية من داخل القطاع لتوفير الغطاء لهم. تمكن هؤلاء من بث الرعب في صفوف العدو وتمكّن ثلاثة منهم من الرجوع سالمين فيما استشهد الرابع فيما يبدو.

هذه من العمليات الفلسطينية الجريئة والمحبذة لبث روح الهزيمة وكسر شوكة العدو، تجئ كرد طبيعي على الجرائم الصهيونية واغتيال النشطاء في غزة والضفة الغربية. ويعد هذا الهجوم هو الأكبر منذ أن تسلل نشطاء فلسطينيون عبر أنفاق تحت الحدود مع غزة وخطفوا الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في 25 يونيو/ حزيران 2006. على رغم عدم تمكّن هذه المجموعة من قتل أو خطف جنود من العدو كما يبدو الهدف منها لكنها تشكل ردا مناسبا على عمليات الاغتيال والتوغل الإسرائيلي غير المبررة وكان آخرها أمس في رفح.

استمرار مثل هذه العمليات تعد بديلا عن العمليات الاستشهادية وكلما استهدفنا جنود العدو في مكامنهم سنحطم من روحهم المعنوية ونجعلهم يفكرون أكثر من مرة قبل الإقدام على ارتكاب حماقات أخرى.