قبيل منتصف ليل أمس الأول هرع المواطنون في ثلاث قرى، جو وعسكر والمعامير، إلى خارج منازلهم مع ارتفاع منسوب المياه فوق المستوى الاعتيادي، وهو ما ربطه السكان باحتمال وصول إعصار «جونو» إلى البحرين، على رغم علمنا أن الإعصار قد انتقل (أمس الأول) إلى خارج الخليج بعد أن ضرب عمان وإيران وخلف قتلى وخسائر كبيرة وأدى إلى نزوح عشرات الآلاف من مساكنهم، وعشنا فترة نستذكر فيها جيراننا الذين تضرروا من هذه الكارثة التي قد تصيب أي بلد بالطريقة التي حدثت.
المواطن لجأ إلى التلفزيون الرسمي لمعرفة آخر التفاصيل، غير أن القائمين على التلفزيون استمروا في عرض فيلم قديم، بينما انهالت المكالمات على أرقام الطوارئ وخفر السواحل والمطار والدفاع المدني للتأكد من آخر التفاصيل، وفيما إذا كانت هناك حاجة للسند والمساعدة إذا كانت هناك - لا قدّر الله - أضرار.
في مساء أمس الأول اتصلت أخت عمانية بـ «الوسط»، ربما أيضا اتصلت بصحف زميلة أخرى، تشتكي من عدم مراعاة مشاعر العمانيين في كاريكاتير لفنان قدير نحترمه كثيرا (يرسم في صحيفة زميلة) حمل في طياته ما اعتبرته الأخت العمانية استهزاء بالوضع الذي عصف بعمان. وعند مراجعة الكاريكاتير كان واضحا اللبس، وربما أن لكل جواد كبوة، ففي فترة المأساة والكوارث يتوجب علينا جميعا الابتعاد عن الهزلية أو السخرية، خصوصا إذا كانت القضية ذات بعد إنساني. وعلى رغم اقتناعي بأن الفنان القدير لم يقصد الإساءة، إلا أن مكالمة الأخت العمانية كانت مؤثرة، وخصوصا أننا تذوقنا ماذا يمكن أن يحدث فيما لو حدث لنا في البحرين شيء مماثل.
العمانيون عانوا كثيرا من إعصار «جونو»، بحسب ما نقله أحد الإخوة العمانيين، إن حالا كارثية حدثت في عمان احتاجت ومازالت إلى مساعدات لوجستية وإنسانية... ونحن نعيش في منطقة واحدة، ومشاعرنا وآلامنا وأفراحنا واحدة. ونحن بحاجة إلى وفود متخصصة تذهب إلى سلطنة عمان لتقصي ما يجري هناك، ولا نكتفي ببيانات رسمية بروتوكولية، ربما تتناسب مع حوادث في دول بعيدة، ولكن في مثل حال عمان فالأقربون أولى بالمعروف، وخصوصا أن النشاطات الخيرية البحرينية (الرسمية والأهلية) وصلت بعيدا في مرات سابقة، وعلينا أن نكون من المبادرين للخير، ولا ننتظر أن يطلب منا ذلك، فآلام العمانيين آلامنا.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1738 - السبت 09 يونيو 2007م الموافق 23 جمادى الأولى 1428هـ