حلقة مميزة تضاف إلى سجل برنامج «تاراتاتا» في الحلقة الثامنة التي جمعت بين نجمتين بارزتين في سماء الأغنية العربية وهما شيرين عبدالوهاب وأحلام يوم الأحد الماضي 3 يونيو/ حزيران الجاري.
«تاراتاتا» على قدر التحدي الذي أطلقه على نفسه منذ البداية وهو أن يجعل مسرحه ملتقى لأهم نجوم الغناء العربي. وصلت الفنانة شيرين من مصر مباشرة إلى موقع التصوير، إذ إنها لم تتمكن حتى أن تجري التمارين المعهودة التي تسبق البرنامج.
المخرج باسم كريستو أعطى الإشارة للتصوير، فيطل الإعلامي اللبناني ميشال سنان على الجمهور ليعلن عن بداية سهرة مميزة وجديدة لـ»تاراتاتا».
ضيوف الحلقة هم الإعلامية الاستعراضية رزان، الفنان الصاعد جوزيف عطية، والفنان ايوان.
نجمة الحلقة شيرين عبدالوهاب، أما الإطلالة الخاصة فكانت لنجمة الخليج الأولى الفنانة أحلام.
افتتاح السهرة كما جرت العادة مع أغنية سولو للفنان الضيف وأغنية «ما فيش مرّة» لشيرين، تشارك من بعدها هذه الأخيرة جوزيف عطية في أغنية لبنانية للسيدة فيروز «حبيتك ت نسيت النوم».
تميّزت الفنانة شيرين بأدائها الهادئ والمتمكن في الوقت عينه. على رغم أنها لم تقم بتمارين مسبقة على الأغاني لم تتردد في أدائها مع أي من الفنانين المشاركين، ما أضفى على هذه الحلقة جوا من التلقائية الجميلة التي تضيء أيضا وأيضا على قدرة الفنان الحقيقي على التأقلم مع جميع أجواء الغناء المطروحة عليه، وقتما طُرحت.
يبدأ الدويتو بموّال جميل يليه حديث يتميّز بالسلاسة والبساطة، تعبّر فيه شيرين عن «نص عمرها» الذي قد تقدمه للقاء زياد الرحباني ومن ثم وقفة فنية جديدة ولكن هذه المرة مع الفنانة رزان التي تشارك في «تاراتاتا» ليس كإعلامية بل كفنانة واستعراضية من خلال أغنيتها الجديدة «إنت بقا اللي نفسك ايه».
المميز في هذه الحلقة من «تاراتاتا» هو هذا التناغم الموجود بين الحاضرين وهذه التلقائية في التعامل بين الإعلاميين والفنانين الموجودين على المسرح بين تعليق على آخر المستجدات الفنية وتناول لآخر الأعمال الصادرة ، ليعود اللقاء فيتمحور حول ما هو الأساس في «تاراتاتا» أي النغمة والكلمة والموسيقى والأداء.
بين حديث وآخر، تعود شيرين إلى صدر المسرح لتلتقي بالفنان ايوان في أغنية «أسمر يا اسمراني» لعبدالحليم حافظ ومن ثم مع الفنانة رزان بأغنية «لولا الملامة» لوردة الجزائرية في لحظة جدّ مميّزة عبرت من بعدها رزان عن امتنانها للمشاركة في هذا البرنامج ومع شيرين عبدالوهاب وخصوصا أنها شاركت إحدى أهم المطربات في العالم العربي في أداء أغنية هي من بين الأحب إلى قلبها.
أغنية «لا تروحي» لجوزيف عطية محطة مشرقة إضافية في هذه الحلقة التي سيكون للجمهور فرح متابعتها نهار الأحد الموافق الثالث من يونيو في تمام الساعة 22:30 بتوقيت الإمارات.
أما لحظة القمّة في هذه الحلقة فلا شك أنها اللقاء الغنائي الفريد الذي تمّ بين شيرين عبدالوهاب وأحلام في أغنية «لسّه فاكر» للسيدة أم كلثوم... صوت النجمة أحلام يصدح بما فيه من قوة جبارة وخارقة وصوت شيرين يردّ بما فيه من شجن ومشاعر وإحساس خاص، فتأخذنا الفقرة إلى أماكن بعيدة وعميقة، تثير فينا مشاعر متناقضة من الحنين ومن الحماسة لما نراه من تفاعل بين هاتين الفنانتين المميزتين فنتمنى لو أنهما لا تتوقفان عن الغناء أبدا...
وتتوالى المحطات المميزة في الحلقة الثامنة من «تاراتاتا» مع سولو للفنان ايوان وأغنية «ولا في الأحلام»، تعود من بعدها الفنانة شيرين لتتصدر المسرح لأداء أغنية فردية هي «صبري قليل»...
ختام السهرة هو طبعا مسك مع دويتو ثانٍ لشيرين وأحلام في أغنية «آه يا ليل» يشاركهن فيه الفنانون الضيوف جوزيف عطية ورزان وايوان، فيشتعل الجمهور حماسة لما يشاهده ويسمعه من موسيقى وغناء وأداء وإحساس من قبل هؤلاء الفنانين المميزين.
في حلقته الثامنة يحقق برنامج «تاراتاتا» هدفا كبيرا وخطوة مفصلية. الحلقة هي لشيرين عبدالوهاب بمشاركة فنانين لهم قيمتهم وحضورهم على مستوى الأغنية العربية... لكن خطوة الفنانة أحلام بالمشاركة كضيفة شرف في حلقة شيرين عبدالوهاب أقل ما يقال عنها أنها خطوة جريئة ومميّزة تنمّ عن كِبر نفس وكرم مطربة الخليج الأولى. وقد بدا التأثر واضحا على شيرين عبد الوهاب من جراء هذه الخطوة الجميلة.
إطلالة الفنانة أحلام في «تاراتاتا» لن تقتصر على هذه المشاركة، فهي ستطل قريبا على شاشة تلفزيون دبي وعبر نفس البرنامج بحلقة خاصة جدّا نترك تفاصيلها لحين موعد عرضها.
رزان ترفض أن تعرّف كإعلامية
في كواليس تاراتاتا قالت لنا: «أنا لا أشعر أن هذه اللقب ينطبق علّي وهو يحصرني في إطار غير مناسب وشخصيتي... بالنسبة إلي فإن الإعلامية أكثر جدّية، تقرأ الكتب وتسافر مع الكمبيوتر المحمول، ترتدي الملابس الكلاسيكية. أنا أرقص واغني وأمثل وأقدم البرامج وأصرخ وأتحمس...». في «تاراتاتا» غنت رزان للمرّة الأولى على مسرح حيّ.
عن هذه التجربة، عن الإعلام والفن في حياتها، عن برنامجها الأخير ومشروعاتها المقبلة، حدّثتنا هذه الفنانة «الإعلامية» متعددة المواهب بعفويتها الخاصّة التي لا تشبه إلا نفسها!
تشاركين في «تاراتاتا» كفنانة وتطلين على شاشة أخرى كمقدمة لبرنامج منوعات وهواة. ألا تشعرين بتضارب أو تعارض؟
- أبدا... وإن كان في بعض الأحيان يخطر لي أن آخذ المذياع من يد ميشال سنان لأسأل بنفسي (تضحك)... بالعودة إلى الجدية، انا حقا لا أشعر بأي نوع من الاستغراب: أولاٍ برنامجي يصور في ستوديو على بعد أمتار من «تاراتاتا»، الفريق التقني أعرفه ومخرج «تاراتاتا» باسم كريستو هو أيضا مخرج البرنامج الذي أقدمه... أشعر حقا بجوّ عائلي... الفرق الوحيد هو أني بدلا من الرقص والغناء والتقديم في برنامجي، أنا هنا أغني وأشارك في الحديث لا السؤال...
هل كنت تتمنين تقديم برنامج كـ»تاراتاتا»؟
- طبعا! أنا من الإعلاميات اللّواتي يكرهن الإطارات المحددة وأحب أن يكون لي مساحة من التصرف في البرنامج الذي أقدّمه وأعتقد أن برنامجا كـ»تاراتاتا» يعطي المساحة الكافية للمقدم للتصرف والسؤال وإبداء الرأي... وأنا لا أنكر أن هذه المساحة ليست متاحة بالقدر نفسه في برنامجي الحالي لأن هناك تسلسل معين لا يمكنني الخروج عنه إلا بأوقات قليلة ومحددة مسبقا... لكن بالمقابل هذا البرنامج (ألبوم) يعطيني فرصة لأطلّ على الجمهور ليس فقط كمقدمة ولكن أيضا كمغنية واستعراضية وهناك الكثير ممن يقولون لي:»أنت قبلت تقديم هذا البرنامج من أجل الخمس دقائق الأولى من الإستعراض التي تقدمينها فيه» (تضحك مجددا)
للاستعراض مكانة خاصة في أحلام رزان.
منذ صغري أعشق المسرح والغناء والرقص... درست الغناء والعزف على البيانو والرقص، الباليه، رقص الصالونات، ثم درست بعدها التمثيل في الجامعة والمسرح... أعشق عالم الاستعراض والغناء والتمثيل والسينما والتلفزيون...
بمن أنت متأثرة من الفنانات الاستعراضيات؟
- الكثيرات ابتداء من الطفلة فيروز في زمن الأسود والأبيض، مرورا بسعاد حسني، نعيمة عاكف، شيرهان، نيللي... انا أشكرهن لأنهن جعلنني أحب هذا المجال وأنا دائما أراهن كمثال وأعتبرهن أستاذاتي في هذا المجال... فنّهن يجري في عروقي... كل الأفلام بالأسود والأبيض حفظتها «بصما»... لا بل أتقمّصها..
هل خطر لك يوما ما أن تعتزلي الإعلام من أجل الفنّ والغناء؟
- إذا ما تخلّيت يوما عن الإعلام فسيكون من أجل الاستعراض والسينما لأن هذين المجالين يحويان كل ما أنا أحبّ في الحياة. فلنأخذ سعاد حسني على سبيل المثال. كانت تغنّي ولكن لم تّدعِ يوما أنها مطربة... لا أقارن نفسي بها لكن الغناء بالنسبة لي هو من باب الاستعراض وليس من باب ادّعاء الطرب... أنا أحضّر حاليا ألبوما جديدا لكني لا أنكر أني لا أرى نفسي مطربة في حفلات... ما أريده هو open air concerts and shows، حفلات استعراضية في الهواء الطلق... هذا ما أريده... وبالمناسبة هذه هي المرة الأولى في «تاراتاتا» التي أغني فيها live...
ما رأيك في «تاراتاتا»؟
- البرنامج إنتاجه ضخم وأنا إعلامية وأعرف ما يتكبّده المشرفون على البرنامج من جهود لجمع الفنانين وتحضير الأغاني. هناك عادة صعوبة لاستقطاب فنان واحد إلى حلقة تلفزيونية فكيف إذا ما كان الأمر يتعلق بأربعة أو خمسة فنانين للحلقة الواحدة؟... المجهود رائع فعلا... أما الإضاءة فجدّا مميزة والمخرج باسم كريستو وايلي العليا... كل عوامل النجاح مجتمعة. أما أنا فسأقدم أغنيتي «انت بقا اللي نفسك آه» من ألبومي الجديد بشكل حصري في «تارتاتا» وهذا حتى قبل أن تطرح في الأسواق...
ماذا عن هذه الأغنية؟
- هذه الأغنية التي سأغنيها لأول مرة وبشكل حصري عبر «تاراتاتا» وتلفزيون دبي لتامر حسني وهي نوع من الرد على أغنيته «كل مرّة أشوفك فيها». هو يقول «كل مرة أشوفك فيها، ابقى نفسي آه آه»، وأنا في هذه الأغنية أرد وأقول «إنت بقا اللي نفسك آه، والله أنا اللي ح موت واه...» ... الأغنية ظريفة جدا...
ماذا عن آخر مشروعات رزان؟
- أنا في مصر منذ نحو التسعة أشهر وقد عدت إلى لبنان من أجل تصوير «البوم».
أما بعد انتهاء البرنامج الذي أقدمه حاليا فسأتفرغ مدة لإصدار ألبومي الغنائي الخاص في الأسواق، ومن بعدها أعود إلى مصر حيث لي فيلم جديد تحت عنوان» السفاح» و مسلسل رمضاني عنوانه «مصنع الحب».
الفيلم ستكون بطولته النسائية لي وهو دور سيفاجىء الناس كثيرا. فالقصة مقتبسة من الواقع وهي تحكي عن سفّاح ألعب أنا دور زوجته وهي امرأة محافظة جدا وكيف أغرمت به، وطلقت زوجها من أجله وأنجبت منه طفلا لتكتشف لاحقا أن هذا الرجل الوسيم والجذاب هو سفاح وقاتل ويقوم بكل تلك الجرائم...
أما المسلسل فهو من كتابة لنين الرملي وهو الذي كتب غالبية أفلام الأستاذ عادل إمام، ودوري هو دور صبية محافظة، لا تخرج إلا قليلا وإذا ما خرجت فيرافقها والدها حيث تذهب... الشخصية متناقضة تماما وشخصيتي لكني أحببت كثيرا أن أجسدها لأنها بعيدة عني أولا، وثانيا لأني لبنانية والأدوار التي تعطى إلى اللبنانيات في السينما المصرية عادة أدوار جريئة وأردت أن أقول إني أستطيع أن ألعب كل الأدوار وان لا تصنيف للأدوار بحسب جنسية الممثلة.
العدد 1737 - الجمعة 08 يونيو 2007م الموافق 22 جمادى الأولى 1428هـ