العدد 1737 - الجمعة 08 يونيو 2007م الموافق 22 جمادى الأولى 1428هـ

جدل بين الطالب والأستاذ لتخفيف مادة الامتحان

طالب جامعة البحرين مدلل مع قرب الامتحان

إذا ما قرأ أحد الطلاب هذا العنوان بالتأكيد فستكون ردة فعله الأولى، أن من كتب المقال لم يقابل طالبا من جامعة البحرين، بل إنه لم يرَ جامعة البحرين أصلا في يوم من الأيام.

للصدقية، إن العبارة غريبة عن الطلاب ومستهجنة قليلا. فما من طالب في جامعة البحرين يظن أن النظام الجامعي وفّر له الرفاهية بمطلقها حتى يمكننا القول إنه مدلل.

العبارة ليست بعبارة طلابية، إنما هي تعليق من بعض أساتذة الجامعة، على سلوك الطلاب مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي. والسبب بسيط، تذمر الطلبة من دراسة المقررات كاملة أو من تتبع بعض المراجع، أو تسليم المشروعات... وغيرها من متطلبات المقرر، واستمرار محاولاتهم في كل فصل فرض شروطهم الدراسية على الأستاذ؛ ما يدفع الأستاذ أحيانا إلى الخضوع إلى طلبات الطلاب بحذف أجزاء أو إلغاء مشروعات، مساعدة منه للطالب، أو كما يقول بعض الأساتذة: «دلال آخر الفصل».

يقول أستاذ قسم الإعلام والسياحة في جامعة البحرين جمال الزرن: «إن فترة التحوّل الرئيسية بالنسبة إلى الطالب على جميع المستويات، هي فترة الانتقال من ثقافة المدرسة إلى ثقافة الجامعة، هذه المرحلة غير موجودة بشكل فعلي لدى طالب جامعة البحرين، فعقلية المدارس الثانوية تنتقل معه؛ ما يربك الطالب عند تعامله مع متطلبات الجامعة».

ولعل استمرار النموذج المدرسي لدى الطالب هو أحد أهم أسباب سعيه إلى فرض نموذجه السابق على المكان الجديد، من خلال المساومة والجدل مع الأساتذة في كل فصل.

ويضيف الزرن أن «الإشكال الحقيقي يكمن في أن ما أورث للطلاب والنظام التعليمي عموما على مدار عشرين سنة، لا يمكن تغييره من قبل أستاذ أو اثنين يحاضرون على مجموعة من طلبة مدة فصلين، فالأمر يحتاج إلى التراكم، ولا يمكن الاكتفاء بتحميل كل طرف الطرف الآخر المسئولية. الأستاذ يحمّل الطالب المسئولية والطالب يرمي الأمر على أسلوب أستاذه، والجامعة تكتفي بنشر تعميمات بين الحين والآخر، فالمسألة تحوّلت إلى مسرحية تُقَدَّم في كل فصل».

طبعا هذه الحال ليست بجديدة على جامعة البحرين إطلاقا، فمن زار صفا دراسيا في آخر الفصل قبل أربع أو خمس سنوات، ومن زارها اليوم، فسيجد تعليقات مكررة من قبل الطلاب عن طول المقرر وثقل متطلباته، حتى إن المدرسين باتوا يحضِّرون خططا احترازية قبل بدأ هذه الفترة؛ لمعرفتهم ما سيواجهون من جدل مع الطالب عن هذا الموضوع.

اللافت للنظر، أن الأنظمة الجامعية الرائدة، تتعامل مع وجوب تحقيق متطلبات المقرر كاملة من دون أي تخفيف أو تهاون، بشكل صارم، لا يقبل الجدل أو النقاش، فأي تقصير من قبل الطالب فسيعرضه بشكل جدي للرسوب في المقرر.

في المقابل، نرى الجدل والمساومة بين الطالب والأستاذ مع ختام كل فصل، ليفرض أحدهما شروطه في النهاية على الآخر.

ويرى ­أستاذ كلية التربية ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس في جامعة البحرين علي إبراهيم إسماعيل أن «الأستاذ إذا تنازل مرة عن أحد متطلبات المقرر، فإنه سيُختبر من قِبل الطالب مرة أخرى»، وبالتالي سيفتح المجال للمساومة بين الطالب والأستاذ على الامتحان والبحوث...

كما أنه يفترض أن تحديد جدول وخطة للمقرر يكون أشبه بالعقد بين الطالب والمدرس، إذ هو أحد الحلول التي يمكن للأستاذ اللجوء إليها لتفادي الجدل في نهاية الفصل الدراسي، كما أن متابعة الأعمال تسهّل انجازها على الطالب فلا تتراكم المشروعات وتثقل كاهله.

أما عن أسباب هذه الثقافة الطلابية في الجامعة، فيقول: «عدد كبير من المنتسبين إلى الجامعة، دخلوا الجامعة أساسا لتحصيل شهادة جامعية في أي تخصص يؤهلهم للحصول على عمل بأية طريقة كانت، بالإضافة إلى كون القبول في التخصص لم يأتِ بناء على رغبة الطالب في التخصص، إنما فرض عليه لسبب أو آخر»، وبالتالي فإن الطالب يتعاطى مع الدراسة والعلم على أنه أمر فُرِض عليه ليكمل حياته، لا شغفه في تحصيل العلم والمعرفة.

في المقابل، تذمر بعض المدرسين من إصرار الطلبة في كل المقررات على إيجاد تسوية لحذف بعض الأعمال أو تخفيفها، على حين يرى الكثير من الطلاب أن الأمر مبرر، وخصوصا أن الطالب يكون قد أثقل بواجبات المقررات المختلفة في نهاية الفصل، وبالتالي لابد من إيجاد حلول عملية لمساعد الطالب.

تقول فاطمة محمد وهي طالبة في كلية الإعلام والسياحة: «إن الامتحان يختبر فهم الطالب وحفظه المعلومات، فإذا كان الطالب قد درس هذا الجزء من المقرر لامتحان المنتصف، فلماذا يعيده مع نهاية الفصل مرة أخرى»، وترى فاطمة أن تراكم الضغط على الطالب في هذه الفترة من السنة الدراسية (فترة الامتحانات) قد يزيد من توتر الطالب وارتباكه؛ ما قد يضعف قدراته على تجاوز الامتحان.

يبقى أن نقول أخيرا: إنه على رغم استنكار غالبية المدرسين فكرة حذف أجزاء من مقرر جامعي، فإن عددا لا بأس به يمارس هذه المساعدة للطلاب بشكل متكرر؛ لأسباب تُفرَض عليهم أحيانا أو تفرض من خلالهم أحيانا أخرى.

العدد 1737 - الجمعة 08 يونيو 2007م الموافق 22 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً