لا أراني مبالغا عندما أبصم بالعشرين إصبعا، على أن إعصار جونو الذي ضرب مدينة مسقط أمس وجعل سواحلها تسبح في مياه البحر العاتية، لو انحرف نحو أرخبيل البحرين فلن يستطيع أن ينال شبرا من سواحلها، ولا أن يقتلع نبتة من على شواطئها الخضراء، ليس جونو وحده! بل حتى لو عشرة من مثله لن يجدوا حيلة لاختراق الأسوار العالية العتيدة الشامخة التي تحيط سواحل البحرين وتجعلها حصنا حصينا، وقلعة آمنة من إعصار جونو وأشكاله!
بل حتى لو فكر هذا الإعصار مجرد الاقتراب من هذه الأسوار التي تناطح السحاب، و «تدلع» الرقاب، فإنه سيتقهقر إلى الوراء بعد أن تلقنه عصي «الحضور» درسا لن ينساه، فتلك العصي التي يغص بها البحر هي ليست كالعصي، أو ربما هي من سلالة عصاة موسى عليه السلام، فحتى القانون عجز عن أن يحرك واحدة منها، بل هي ببأسها وعنفوانها لقنت القانون درسا لن ينساه أبدا! كيف ولا ولها حصانة تتفوق على حصانة النواب فضلا عن البلديين، ولو حاول إعصار جونو الاقتراب من واحدة فقط من هذه العصي فإن قوات مكافحة الشغب أيضا له بالمرصاد، ومسيلات الدموع تنتظر كل من تسوّل له نفسه العبث بـ «الحضور» وسلامة ما فيها من الأسماك الصغيرة التي ليس من حق أحد غير «الهوامير» أن تصطادها، وتأكلها داخل تلك الأسوار التي تزرع على سواحلنا أكثر من «الحشيش» و «القضقاض»!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ