استخفت الولايات المتحدة أخيرا بالعقلية الروسية وأخذت تراوغ في موضوع نصب 10 صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار متطور في تشيكيا في إطار الدرع المضادة للصواريخ وبررت ذلك بـ»نكتة» تطويق الخطر الإيراني المحتمل على مصالحها، بيد أن موسكو التي أفاقت لتوها من غيبوبة البروسترويكا على يد مجدد هيبتها فلاديمير بوتين لم تنطل عليها اللعبة فانتفضت بقوة أذهلت الأميركيين. وكان آخر موجات الغضب الروسي ما أطلقه بوتين من تهديد بنصب صواريخ جديدة موجهة إلى أوروبا في حال نفذت واشنطن نشر درعها. وفعلا أقرنت روسيا الكلمة بإجراء تجربة في 30 مايو/ أيار الماضي على صاروخ جديد عابر للقارات برؤوس متعددة.
وفي الواقع روسيا معها حق فقد توسع حلف شمال الأطلسي بزعامة الولايات المتحدة شرقا وطوق حدود الاتحاد السوفياتي السابق وتكاثرت القواعد الأميركية عند حدود روسيا من رومانيا إلى قيرغيزستان.
وحتى الشعوب الأوروبية أصبحت ممتعضة من المآرب الأميركية في القارة. فنجد التظاهرات ضد أميركا هذه الأيام في ألمانيا بمناسبة مشاركة الأولى في قمة الثماني وتظاهر التشيك عند وصول جورج بوش إلى براغ وفي ايطاليا تظاهر المواطنون ضد رئيس وزراء بلادهم رومانو برودي مطالبين إياه بمنع الولايات المتحدة من توسيع قاعدة جوية. ومع إصرار أميركا على تنفيذ مشروعاتها العسكرية يكون العالم على موعد - ربما - مع حرب عالمية توافرت كل معطياتها على أرض الواقع.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ
