العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ

«الناتو»... ورؤى تخدم الغرب

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

ذهبت الأجندة الدولية في السنوات الأخيرة الى عرض أطروحات جديدة في عالم العمل الدبلوماسي بين الدول التي تضعها ضمن قائمة حماية مصالحها بالدرجة الأولى.

وقد يكون موضوع عقد ترتيبات أمنية أو اتفاقات انفرادية لكل دولة على حدة في المجالات الاقتصادية هو بداية لتحقيق الترتيبين الأمني والاقتصادي اللذين يخدمان مصلحة التكتلات الغربية في منطقة ما من العالم.

ولعل منطقة الخليج اليوم هي إحدى هذه المناطق التي لا يمكن فصلها عن الشرق الأوسط باعتبار أنها مركز الثروة النفطية وبالتالي إن حلف الناتو الذي بدأ يعرّف بنفسه وبتوجهاته داخل المنطقة في مؤتمرات يعقدها في عواصم خليجية مثل الكويت والمنامة على أساس ان أهدافه تنصب في صالح خدمة بلدان العالم من دون مقابل هو ضرب من الخيال.

لان الواقع السياسي يقول شيئا آخر بالنسبة إلى مستقبل هذه المنطقة التي مازالت تخنقها القلاقل السياسية والحروب وصولا الى بؤر التوتر التي يسعى من له مصلحة في المنطقة الى إثارتها بين وقت وآخر لزعزعة امن بلدانها ومن ثم العمل على تقسيمها اثنيا وسياسيا بحسب الحاجة الاقتصادية، فحتى لو وجدت الخدمات والتدريبات التي بدأت أربع دول خليجية - ومنها البحرين - العمل والاستفادة منها من قبل ما يوفره «الناتو» الا ان المسألة تبقى في حدود حماية المصالح التي تفصل على النمط الغربي لا العربي وبالتالي ان خدمات «الناتو» على ضفاف الخليج هي ليست من باب التطوير من دون فوائد منتظرة.

ممثلو «الناتو» أكدوا في مداخلاتهم خلال مؤتمر المنامة ان «الناتو» تتبنى خطا ومنهجية جديدين خرجت بهما عن حدود القارة الاوروبية لتذهب الى مناطق أخرى لإرساء السلام وتقديم العون ولكن هذه المنهجية التي نراها لـ «الناتو» لا تمثل سوى خط الغرب ومصالحه التي نقل معاركه من أفغانستان الى العراق وربما غدا لبنان لأجلها.

كما انه ليس صحيحا ما أشار إليه احد المتحدثين الأفاضل الى ان «الناتو» كان خير معين للمسلمين في حروبهم ولاسيما في حرب أفغانستان مع الاتحاد السوفياتي السابق فالهدف كما هو معروف كان محاربة المنظومة الاشتراكية لذلك كانوا يزودن المحاربين الأفغان بالسلاح اذ لم يهدأ بالهم الا بعد سقوط المعسكر الاشتراكي ومن ثم ارتد الغرب عن المسلمين والعرب ليحاربهم في قضاياهم لحماية مصالحهم.

وحماية المصالح الغربية تنصب مثلا في عدم دخول سورية وإيران في مبادرة اسطنبول على حين «إسرائيل» تحظى بذلك ضمن خطة الترتيبات الأمنية التي وضعها «الناتو» الذي يستخدمه الغرب والولايات المتحدة الاميركية تحديدا غطاء لتمرير مشروعاتهما في المنطقة وهو الذي سيفرض على الدول الخليجية المشاركة في المبادرة إقامة شراكة أمنية مع «إسرائيل» التي مازالت لا تقيم علاقات دبلوماسية بصورة علنية مع هذه الدول. من هنا فإن وجود «الناتو» في الخليج هو لخدمة رؤى الغرب ومصالحه لا أكثر.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً