العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ

الخليج والناتو

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مؤتمر «الإعلام في عالم متغيّر... بين رؤيتي الخليج والناتو» الذي انعقد في فندق الريتز كارلتون اختتم أمس أعماله بعد عدة مشاركات بشأن آفاق التعاون بين دول الخليج والناتو بشأن التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار... تلك التحديات التي أصبحت معقدة ومتداخلة مع مطلع القرن الحادي والعشرين، وتحوّلت ظاهرة الإرهاب، مثلا، من حوادث منحصرة في مكان ومنطقة واحدة إلى ظاهرة عالمية لا تعرف الحدود والمسافات، بحيث أصبح الفاعل يمارس دوره في عدّة عواصم في مختلف أنحاء العالم، وضحايا الإرهاب ربما يوجدون في كابول أو بغداد أو لندن أو نيويورك.

وعلى رغم أن العالم يمرّ في بيئة معولمة اقتصاديا، ولكن من الناحية العسكرية فإن هناك قوة عظمى وحيدة هي الولايات المتحدّة الأميركية، وهي التي تحدد، أو تتحدد على أساس سياساتها، مواقع القلق والاضطراب التي تحتاج إلى تدخل عسكري لحسم الأمور. وإذا كانت من دلائل الحوادث المؤلمة في منطقتنا، فإنه لم يعد بالإمكان الحديث عن شرطي واحد للعالم أو الخليج، كما لم يعد بالإمكان الحديث عن أن أمن كل منطقة يخص أهل تلك المنطقة فقط. فالولايات المتحدة تفرّق في تفاصيل العراق، بعد أن كانت قد انتصرت في غزوها بصورة سريعة أذهلت العالم في العام 2003.

إن الإطار الذي يحفظ أمن واستقرار الخليج تغيّر كثيرا على مر العقود، فبريطانيا العظمى كانت هي المسئولة عن أمن الخليج لمدة 150 عاما، بين الأعوام 1820 و1971، وكان التحدّي الرئيسي الذي يواجه البريطانيين خلال تلك الفترة يتمثل في القرصنة من جانب، وفي منافسة القوى الأوروبية الأخرى التي كانت تحاول ولوج الخليج. وكانت أهم قضية لبريطانيا آنذاك هي الحفاظ على الهند وتأمين سلامة الملاحة من وإلى الهند. ولكن وبعد العدوان الثلاثي على قناة السويس في العام 1956 بدأت بريطانيا تفقد دورها الريادي في المنطقة، وصعد النفوذ الأميركي، الذي تسلّم رسميا التسهيلات العسكرية في البحرين والمناطق المحيطة، من البريطانيين العام 1971.

الأميركان تسلّموا مهمة تحقيق الأمن من البريطانيين، ولكن الفرق في أن البريطانيين كانوا يهتمون بأمن خطوط الملاحة المتجهة نحو الهند، بينما يهتم الأميركان بأمن الطاقة وأمن «إسرائيل» فقط، وطوال فترة السبعينات كانت السياسة الأميركية تعتمد على تعزيز الأمن عبر إحداث توازن بين حليفتي أميركا آنذاك إيران والسعودية. ولكن منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية العام 1979، دخل مفهوم أمن الخليج مرحلة أخرى، وتغيّرت المعادلة بعد حرب تحرير الكويت في العام 1990 ثم غزو العراق في العام 2003... إلا أن الواضح الآن أن الحاجة أصبحت ملحة لإيجاد إطار غير أحادي لأمن الخليج، وذلك منعا لتكرار الحروب في منطقتنا، ولربما تنفع الحوارات الأخيرة في فتح آفاق نحو رؤية جديدة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً