الجهة المعنية بمعالجة مشكلة الفقر هي الحكومة ويتضامن معها في ذلك القطاع الخاص، بل والمجتمع بأسره. لكني اعتقد بأنه لا فائدة ألبتة من طأفنة الفقر في البحرين! وما جرى في تقرير «السي إن إن» من استخدام طائفي سيىء وممقوت من القوى الوطنية والمكونات الاجتماعية في البلاد، ويخدم أجندة سياسية أميركية في المنطقة، ويدنو من تأجيج الوضع الطائفي وتوتير السلم الأهلي بين السنة والشيعة، وتصوير الفقر بلون شيعي! وبكل أسى تدحرج أحد دعاة الحقوق في البلاد إلى النفس الأخير في تطبيق أجندة الأميركان! والتقرير الذي يصور أبناء السنة والجماعة وكأنهم أمراء ومن كبار الملاك، في حين يقبع غالبيتهم في فقر وديون... إلخ، ويعانون من أزمة السكن والبطالة والتجنيس السياسي وعدم توزيع الثروة بعدالة وإنصاف، وانقطاع كهربائي مبرمج على مناطقهم، وانعدام دواعيسهم عن أدنى ذرة إنسانية، وذلك ما يشترك معهم فيه ويئن تحت وطأته غالبية أبناء الشيعة أيضا.
أدعو مراسلة «السي إن إن»، ومن دبلج التقرير وأراد أن يُظهر أن الفقر في البحرين محصور في طائفة معينة، أدعوهم وأي مهتم آخر، لزيارة مناطق وفرجان المحرق والرفاع والزلاق والبديع وقلالي والحد... ومعاينة مناطق يقطنها السنة للنظر إلى مستوى الهرطقة التي تناولتها صاحبة التقرير، والفذلكة الحقوقية التي ينشط بها البعض خدمة لأجندة أكبر مما يظن أنه ممسك بزمام أمورها!
ألا يوجد من يعتبر مما جرى في العراق، حينما تواطأت مجموعة من العملاء لأميركا على بلادهم، وقدموا خدمات جليلة «بجمبزه» سياسية حقيرة، وأتوا بالمحتل وأشاعوا بعد ذلك الفساد في أرض الرافدين. وأوغروا صدور أبناء الشيعة على السنة والعكس، وحولوا العراق لساحة دم سني/ شيعي لكي تستفيد أميركا في النهاية، ويتكبد العراقيون سنة وشيعة خسائر في الأرواح والممتلكات، وفقدان الأمن والطمأنينة والسلام الاجتماعي.
والذين استفادوا من سقوط النظام العراقي السابق هم أصحاب النوايا السيئة الذين أجرموا بحق السنة والشيعة واستقرارهم، وقوضوا السلم الاجتماعي العام بين السنة والشيعة!
الإنسان الطائفي وحده الذي ينكر وجود الفقر لدى السنة، ولا يوجد عاقل ينكر وجود الفقر لدى أبناء الشيعة. إذا، لماذا طأفنة الفقر في البحرين؟! الجواب طبعا لأغراض أخرى ليس من بينها حلحلة مشكلة الفقر في البلاد!
وإذا كان الأمر كذلك، فإن الأمر الآخر هو وجود نسبة وتناسب، وذلك خاضع لإحصاءات علمية تقوم بها جهات محايدة، وليست ذات أغراض طائفية، أو تحمل بين جنباتها أجندة أميركية إمبريالية، كالجهة التي قامت بدبلجة التقرير المذكور آنفا.
وأقول للإخوة: إذا رأيتم الشيطان باسما لكم فاتهموا أنفسكم. مقولة صحيحة وخالدة ما بقيت الدول الغربية وأميركا الإمبريالية تقود العالم بزمرة من تجار السلاح وشركات النفط، ومصاصي الدماء، أي العصابات والمافيات العالمية!
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1734 - الثلثاء 05 يونيو 2007م الموافق 19 جمادى الأولى 1428هـ