ما كاد يمضي أسبوعان على اشتعال الحوادث في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بين جماعة «فتح الإسلام» والجيش اللبناني، وتعدي حصلية القتلى مئة قتيل، حتى اندلعت اشتباكات جديدة في مخيم عين الحلوة في الجنوب بين جماعة «جند الشام» والجيش اللبناني، بما لا يدع شكا بأن المقبل أسوأ مما قد مضى، وأن رقعة الحوادث ربما تطول بقية المخيمات المنتشرة في لبنان الجالس على «برميل بارود»، وأن تحذيرات البعض بشأن دخول لبنان مرحلة جديدة من «حرب المخيمات» أصبحت غير بعيدة الحدوث.
فبالأمس (الاثنين) قتل مسلحون من «جند الشام» جنديين لبنانيين عند المخيم الواقع قرب مدينة صيدا، فيما جرح ثلاثة جنود ومدنيان الليلة قبل الماضية.
والملفت أن التنظيمين (فتح الإسلام) و(جند الشام) يضمان العشرات من الفلسطينيين والعرب المنتمين لتنظيم «القاعدة» أو المتعاطفين معه، كما أن قياداته تدربت وقاتلت في أفغانستان.
وظهور مثل هذه التنظيمات يسرع من «عرقنة» و»أفغنة» لبنان، ما يضع جميع الفرقاء من موالاة ومعارضة أمام مسئولية تاريخية تحدد مسار ومستقبل البلاد لعدة سنوات. وإن هذه الاشتباكات في ظل الأزمة السياسية تزيد من تأزم الوضع وتعقيد المشكلة، وكان المؤمل أن يتم تشكيل حكومة طوارئ قادرة على الخروج من هذا النفق المظلم، لكن يبدو أن الخلاف السياسي في لبنان لن يجد لنفسه حلا في ظل مقولة «لا غالب ولا مغلوب»، إذ إنها أصبحت من سابع المستحيلات!.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1733 - الإثنين 04 يونيو 2007م الموافق 18 جمادى الأولى 1428هـ