حسنا فعلت الحكومة برئاسة رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الموقر تأكيدها مواصلة سياسة تقديم دعم بعض السلع الغذائية الحيوية (اللحوم الحمراء والدجاج والطحين). وجاء في البيان الذي صدر يوم الأحد الماضي إن الحكومة ماضية في توفير الدعم بالآلية الحالية المتبعة من دون إجراء أي تغيير.
وكانت تقارير صحافية أشارت في الأسبوع الماضي إلى صعوبة الجمع بين مقترح تقديم علاوة معيشة لذوي الدخل المحدود والدعم المقدم لبعض السلع الاستراتيجية، وبدورنا ارتأينا طرح الموضوع في الصحافة المحلية خوفا على مصالح طبقة كبيرة نسبيا من المواطنين وخصوصا الطبقة الوسطى التي بدورها تمثل أكثرية المواطنين.
نزعم أنه ليس من الضرورة بمكان إنهاء الدعم جملة وتفصيلا لعدة أسباب، منها ضآلة قيمة الدعم السنوي فضلا عن صعوبة الظروف المعيشية لقطاع كبير من السكان. بلغت قيمة الدعم أقل من 12 مليون دينار في العام 2006 مقارنة بنحو ألف و 100 مليون دينار حجم المصروفات المتكررة في السنة نفسها.
دعم ثلاث سلع
تقدم الحكومة دعما سنويّا لشركة البحرين للمواشي لتغطية جانب من كلفة اللحوم الحمراء بواسطة تحمل الفرق في السعر. حددت الحكومة سعرا أساسيَّا للحم الغنم الاسترالي قدره 16 دينارا و 560 فلسا. بلغ متوسط سعر شراء شركة البحرين للمواشي لرأس الغنم الاسترالي الحي من الأسواق العالمية تحديدا 29 دينارا و 912 فلسا في العام 2006. تم استيراد نحو 600 ألف رأس من اللحوم الاسترالية من الأسواق العالمية. وعليه بلغت كلفة الدعم 7 ملايين و846 دينارا في العام 2006 أي نحو 70 في المئة من قيمة الدعم الكلي.
كما تدعم الحكومة الطحين بواسطة تقديم دعم لشركة مطاحن الدقيق. بلغت قيمة الدعم مليونين و920 ألف دينار في العام 2006. وفيما يتعلق بالدواجن, فإن الحكومة تقدم دعما لشركة دلمون للدواجن بقيمة 50 فلسا لكل كيلو من المبيعات المحلية على أساس دينار لكل كيلو. وقد بلغت قيمة الدعم الكلي للدواجن نحو 256 ألف دينار في العام 2006. وتنتج شركة دلمون دجاج ماركة (المزرعة).
استغلال الدعم
من نافلة حقيقة القول؛ هناك نوع من سوء الاستغلال من قبل بعض الفنادق وخصوصا للحوم الحمراء. المشاع أن بعض الفنادق تشتري كميات كبيرة نسبيّا من اللحم المدعوم مبكرا الأمر الذي يتسبب في عدم توافر كمية كافية للناس في بعض الأوقات. طبعا تقوم الفنادق ببيع اللحوم بأسعار مضاعفة على الزبائن مضيفة إليها ضريبة الخدمة.
كما تستفيد محلات بيع الحلويات من دعم الطحين (والمقدم أصلا لتوفير رغيف رخيص نسبيّا يكون في متناول الجميع). تقوم محلات بيع الحلويات بإنتاج أنواع من الكعك وبقيم عالية نسبيا. بمعنى آخر تستفيد هذه المحلات من حصولها على طحين رخيص نسبيّا لإنتاج تشكيلة متنوعة من الحلويات تباع بأسعار عالية، المؤكد أن الحلويات هي نوع من الرفاهية خلافا لرغيف الخبز.
ختاما لا مناص من إعادة هندسة الدعم في المستقبل لضمان وصوله إلى من يستحقه من دون غيره. حاليّا يحصل الفقير والغني على السواء على السلع المدعومة من الحكومة. كما نعتقد أن الصواب توسيع دائرة السلع المشمولة بالدعم الحكومي على أن تتضمن بعض الأمور الحيوية الأخرى مثل الأرز فضلا عن بعض السلع المهمة للأطفال مثل الحليب.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1733 - الإثنين 04 يونيو 2007م الموافق 18 جمادى الأولى 1428هـ