العدد 2259 - الثلثاء 11 نوفمبر 2008م الموافق 12 ذي القعدة 1429هـ

شارع البديع

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

نثمن الجهود التي تبذلها بلدية المنطقة الشمالية في تشجير شوارع المنطقة المعنية بها، ولاسيما شارع البديع الذي بدا يزدان بأشجار النخيل إيابا وذهابا على طول الشارع.

لكن عملية التشجير برمتها تحتاج إلى بعض التنسيق في عملية وضع أشجار النخيل، كما هو الحال في اختيار أنواع الزرع والعشب الأخضر المحيط به التي نجد بعضا منها حظيت به والبعض الآخر ترك مهملا، وأيضا بالنسبة إلى العشب الأخضر الذي نثر بعضا منه والبعض الآخر ترك فارغا.

هذا التنسيق يبدو نوعا ما عشوائيّا ويحتاج إلى شخص يتمتع بالذوق والحس الزراعي الرفيع حتى يتم تنفيذ عملية التشجير والتخضير على طول الشارع بشكل متناسق، ويعود الشارع إلى سابق عهده المعروف في الماضي بكثرة بساتينه وأشجاره المتناثرة على طرفي الشارع.

هذه الخطوة إيجابية ونأمل أن يتم إعداد خطة أخرى مماثلة لشارع النخيل الممتد على طول قرى البحرين الشمالية التي اختفت معه معالم الريف البحريني من جراء الزحف العمراني غير المبني على أسس علمية، وبالتالي ساهم في نسف وتدمير مساحات خضراء شاسعة من الحزام الأخضر المطل في غالبه على سواحل هذه القرى التي هي الأخرى دمرت.

إن مشاريع التخضير وتنظيم عملية الإنشاء، ليس فقط في المنطقة الشمالية بل في جميع مناطق البحرين، تحتاج إلى دراية وإلمام كافٍ بأهمية الحفاظ على بيئتنا اليابسة والبحرية، ونحن لا نود أن نحبط القائمين على عملية التشجير، التي تعدّ بمثابة فكرة جريئة في وقت كنا نشهد قتل جذوع النخل بالمواد الكيماوية أو تعطيشها حتى الموت لتقلع وتوزع أراضي هذه المزارع والبساتين إلى قسائم وأراضٍ يشتريها المواطن من صاحب البستان ليشيد منزل العمر أو شيئا آخر.

نحن نريد التشجير والخضرة في كل شارع وجسر ومنطقة من أرجاء البلاد، وخصوصا المناطق التي كانت مشهورة بخضرتها وبنخيلها الباسقة، وحبذا لو يتم تفعيل ذلك على طول الشارع الممتد على قرى المنطقة الغربية وحتى الطرق المؤدية إلى الجسر الملك فهد من منطقة عذاري والسهلة... هذه مجرد مقترحات على أمل أن تنقل عدوى تشجير شارع البديع إلى المحافظات الأخرى.

ويكفي أن نتذكر أننا كنا نسمى بجزيرة أم مليون نخلة وفي مرحلة أخرى أصبحنا نسمى بأم مليون قرعة... قد نضحك من هذه التسمية لكن في داخلنا قد نحزن من جراء ذلك.

ورغم كل شيء فجزء كبير من هويتنا النخلة البحرينية الباسقة... ولو فكر كل واحد منا بزرع النخلة في فناء منزله مع بعض أشجار اللوز والكنار و»الترنيج» وغيره فإننا وبإمكانياتنا المتواضعة نستطيع أن نعيد الخضرة إلى حياتنا التي أصابتها ضربة شمس بسبب التصحر وعدم الحفاظ على ما تبقى من اخضرار في مناطقنا.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2259 - الثلثاء 11 نوفمبر 2008م الموافق 12 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً