أبرز الرئيس الأميركي جورج في الأسبوع الماضي قناعا جديدا يتستر به على أخطائه المتكررة والمتواصلة التي وصلت إلى أبعد الحدود، إذ بدأ يثير قضية الاحتباس الحراري وأعلن عن استراتيجية جديدة لمواجهة هذا التحدي.
ويتوجه بوش إلى قمة مجموعة الثماني وكله عزم على التصدي للانبعاثات الغازية، الأمر الذي سيؤدي لوضعه في موقف المعزول بين باقي زعماء الدول الغنية الذين يفضلون تحركا قويا في مواجهة ارتفاع درجة حرارة الأرض.
ويبدو أن «زعيم العالم المدلل» قضى على مساعي المستشارة الألمانية ومضيفة القمة أنجيلا ميركل، التي عملت منذ أشهر لوضع الأساس لانفراج في القمة، بعد أعلن عن استراتيجيته التي ترفض المنهج الذي تفضله ميركل وباقي الأوروبيين لخفض الاحتباس الحراري. ويظهر ذلك أن الرئيس الأميركي ارتكب خطأ آخر في سعيه لإثبات قدرته على تحمل المسئولية. فبتصرفه هذا يكون أطاح - كعادته - باحتمال التوصل إلى اتفاق على استراتيجية موحدة لمواجهة مشكلة المناخ. ومن سخرية القدر أن تكون قمة الثماني طرفا في المشكلة، إذ ان كلفة هذه القمة على بيئة العالم غالية جدا وتقدر بـ30 ألف طن من الانبعاثات الغازية، نتيجة لحركات تنقل المسئولين.
وبناء على ذلك فمن الأفضل أن يتفق القادة وهم في بيوتهم بوساطة الأقمار الصناعية، إذا كانوا فعلا يعتزمون الاتفاق على حل جذري لهذه المشكلة، لكن فيما يبدو أنهم غير عازمين على ذلك ولكنها مجرد حديث هامشي يتداولونه على مائدة العشاء.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1732 - الأحد 03 يونيو 2007م الموافق 17 جمادى الأولى 1428هـ