العدد 1732 - الأحد 03 يونيو 2007م الموافق 17 جمادى الأولى 1428هـ

الفقر في البحرين

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

خيرا فعلت جمعية العمل الإسلامي (أمل) بتنظيمها اعتصام يوم الجمعة الماضي المصادف الأول من يونيو/ حزيران الجاري تحت شعار: «صرخة ألم».

بدورنا نساهم بهذا المقال بغرض تشجيع النقاش بشأن هذا الموضوع الحيوي والخطير الذي لو ترك من دون علاج فربما يتسبب في تفكيك وحدة المجتمع البحريني برمته، وحجتنا في ذلك هي بروز مجتمعين اثنين في البحرين طبقة تعيش حياة مادية ميسرة وطبقة أخرى تعاني من ضنك العيش.

تعريف الفقر

هناك تعريفات مختلفة للفقر، منها: «إنه حال من الحرمان المادي تتجلى أهم مظاهره في انخفاض استهلاك الغذاء, تدني الحال الصحية والمستوى التعليمي، والوضع السكني، وفقدان الضمان الاجتماعي لمواجهة حالات المرض، والإعاقة،والبطالة، والعجز والشيخوخة».

لكن بحسب التعريف النسبي للفقر, فإن أية أسرة تعتبر فقيرة إذا لم يكن لديها دخل كاف لشراء سلة ثابتة من السلع والخدمات.

وباتت قضية شراء سلة ثابتة من السلع والخدمات مسألة مقلقة عندنا وذلك في ضوء تنامي ظاهرة التضخم (أي ارتفاع الأسعار وبقاؤها مرتفعة). بل هناك شبه اتفاق على أنه ليس بمقدور 20 دينارا في الوقت الحاضر شراء كمية السلع والخدمات نفسها التي كانت تشترى قبل سنة أو سنتين.

خط الفقر

للأسف الشديد لا توجد إحصاءات حديثة عن خط الفقر في البحرين. لكن لا بأس بالإشارة إلى بعض الدراسات القديمة نسبيّا التي تحدثت عن مشكلة الفقر.

فاستنادا إلى دراسة صادرة عن مركز البحرين للدراسات والبحوث يبلغ خط الفقر لأسرة مكونة من 6 أفراد 337 دينارا شهريا، وتم افتراض خط الفقر على أنه يعادل نصف الدخل الوسيط (أي 674 دينارا شهريا). تعود هذه الأرقام إلى العام 2003.

بيد أنه بحسب دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعود إلى العام 2004، فإن خط الفقر هو 5,2 دولارات (أي نحو دينار و 965 فلسا) يوميا للفرد الواحد في أسرة مكونة من 6 أفراد. وبناء على ذلك, تصبح أية أسرة فقيرة إذا كان دخلها الشهري يقل عن 936 دولارا (أي 354 دينارا). وعلى هذا الأساس تم اعتبار 11 في المئة من الأسر تعيش تحت خط الفقر في البحرين.

المساعدات الحكومية

من جهة أخرى, فبحسب أرقام شهر يناير/ كانون الثاني من العام الجاري, يبلغ عدد الأسر المستفيدة من المساعدات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية 9796 أسرة، ويلاحظ أن غالبية هذه الأسر (3234 ثلث المجموع) تقطن المحافظة الشمالية من المملكة الأمر الذي يوضح تركز الأسر الفقيرة في هذه المحافظة من دون سواها.

في المقابل يبلغ عدد الأسر الفقيرة التي تسكن المحافظة الجنوبية 428 أسرة وذلك على خلفية محدودية عدد السكان في هذه المحافظة، أما باقي الأسر فتتوزع على النحو الآتي: 2600 أسرة في المحافظة الوسطى, 2050 في المحرق و 1484 في المنامة.

ويلاحظ أن وزارة التنمية الاجتماعية ليست كريمة عندما يتعلق الأمر بمنح المساعدات للأسر المعوزة بدليل ضآلة حجم المبالغ الشهرية للمستفيدين. إذ تبلغ قيمة الفاتورة الشهرية لكل الأموال الممنوحة أقل من مليون دينار (تحديدا 913150 دينارا).

لا شك أنه لأمر مؤسف أن نرى مئات الأسر في البحرين تعيش تحت خط الفقر على رغم الإمكانات الاقتصادية التي تزخر بها مملكتنا.

المطلوب من الجهات الرسمية العمل بجد وإخلاص لحل مشكلة الفقر. وبدورنا نعتقد أن الظروف الحالية مثل ارتفاع أسعار النفط (يساهم القطاع النفطي بنحو 3 أرباع دخل الموازنة العامة) تسمح للجهات الرسمية إخراج عشرات الأسر من حال الفقر.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1732 - الأحد 03 يونيو 2007م الموافق 17 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً