على رغم اشتداد موجة الحر أخيرا، فإننا، وبحسب المتعارف، لم ندخل فصل الصيف بعد، إذ الحرارة تبدأ بسلخ جلودنا بشكل فاضح في شهري يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب. لم ندخل يوليو والكهرباء انقطعت ومازالت تواصل حلقات انقطاعاتها متنقلة من منطقة إلى أخرى... ترى أي يوليو وأغسطس ينتظراننا؟!
يقال إن الإنسان عندما يخطئ يجب عليه ألا يقف عند خطئه مدى عمره متحسرا ونادما، بل يجب عليه أن يتخذ من ذلك الخطأ الرادع لعدم تكراره... ولكن، مع حال الانقطاعات هذه يبدو أن الحكمة تلك لا تنطبق علينا البتة، فنحن، كما العادة، نسير بالمقلوب بتكرارنا للخطأ مرات ومرات، وكأننا نطبق المثل القائل «التكرار يعلم الشطار»، ولكن، بتغيير الكلمة الأخيرة إلى «الفرار»!
«يوم الاثنين الأسود» مازال محفورا في الذاكرة، ووفق تصريحات المسئولين، فإنه من غير المستبعد أن يتكرر هذا العام، ويا عالم هل سيتكرر مرة واحدة أم مرات عدة؟! وهل سيطول الجميع (الغني والفقير) أم أن الوزارة - كالعادة- ستحمل الطبقة المعدمة المسئولية لكونها مسرفة في استخدام الكهرباء، في الوقت الذي تتغاضى عن «بيوت المعالي» التي مافتئت تتلألأ ليل نهار وفواتيرها بالملايين؟!
المشكلة أن الأزمة لن تسلخ الفقير جلده فحسب، بل تتعدى ذلك لتسلب الوطن كله سمعته وصورته في التطور والتحضر أمام الشعوب الأخرى، عوضا عن الملايين المستثمرة فوق أراضيه. فهل تقصد الوزارة أن نفر جميعا لتبقى الأرض لها وحدها ولـ «بيوت المعالي»؟
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ