الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام، وبالتعاون مع قسم الإعلام في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيعقد مؤتمرا في 5 و6 يونيو/ حزيران الجاري في فندق الريتزكارلتون، وسيتناول المؤتمر عدة محاور من بينها الناتو وأمن الخليج، مبادرة اسطنبول، التغطيات الإعلامية، والتعاون بين الخليج والناتو... ومثل هذا المؤتمر يخدم تعزيز موقع البحرين الريادي بشأن القضايا الإقليمية والاستراتيجية.
والسؤال هو عن سر اهتمام الناتو بالخليج، وهل هذا يأتي في إطار التعاون الذي يطرحه الناتو ضمن مجال عمل مختلف تقليديا عن ما كان يقوم به من قبل. فالناتو الآن يمارس دورا عسكريا في أفغانستان، ويدرب فرقا متخصصة في العراق، ووقع مع عدة دول في المنطقة «مبادرة اسطنبول» لمساعدة حكومات المنطقة في مكافحة الإرهاب وفي التعاون الأمني والتنسيق المشترك ضمن اتفاقات ثنائية بين كل بلد وحلف الناتو.
المؤتمر في البحرين ربما يفيدنا في توضيح دور الصحافي في تغطية قضايا الأمن، فالعادة أن الصحافيين يخافون من التطرق إلى هذه الموضوعات، والذين نشأوا في عقود سبقت الانفتاح لم يستطيعوا أن يخرجوا من الإطار الذي وضعوا فيه، والبحرين لديها طاقات متجددة في دمائها بعد الانفتاح، وهذه تحتاج إلى أن تنطلق في عالم آخر يختلف كثيرا عما شب وشاب عليه الذين ترعرعوا في عهود سابقة.
مازال الإعلامي في منطقتنا لا يستطيع تناول قضايا الأمن، سواء كان التناول بصورة ميدانية، أو من خلال كتابة الرأي وإعداد التقارير، كما أن الإعلاميين في منطقة الخليج يعتمدون على التغطيات التي يتسلمونها من الوكالات التي ترسل مراسليها إلى المناطق الحساسة.
ما نأمله هو في خلق كوادر تستطيع التعاطي مع قضايا الأمن والدفاع، ففي السابق كان الأمن هو الذي يحدد ما يكتبه الصحافي، والآن نحن بحاجة إلى أن يكتب الصحافي عن الأمن، ولكن من دون خوف أو من دون طمع في ما سيحصله من مزايا عندما يكتب ما يود منه الأمنيون أن يكتب.
لذلك فإن بعض الصحافيين لا يعرفون لحد الآن الفرق بينهم وبين المخبر الذي يكتب التقارير عن الآخرين. وننتظر لنرى ما ينتج عن مؤتمر «الإعلام في عالم متغير» هذا الأسبوع.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ