تتميز مبادرة نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة, رئيس مجلس الوزراء, حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتنمية العلمية في العالم العربي بالشمولية.
وكان الشيخ محمد بن راشد قد كشف عن مبادرة شخصية بقيمة 10 مليارات دولار على شكل وقف لدعم التعليم والتنمية البشرية في المنطقة في سياق كلمة له أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالأردن في شهر مايو/ أيار الماضي.
وتهدف المبادرة إلى المساهمة في بناء مجتمع المعرفة في الدول العربية عن طريق تقديم الدعم للعقول والقدرات الشابة إذ تركز المبادرة على البحث العلمي والتعليم والاستثمار في البنية التحتية للمعرفة.
وبدءا من نهاية العام الجاري ستقوم «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم» بتصميم وإدارة برامج لبناء قاعدة معرفية.
بعثات دراسية ودعم المبدعين
من بين الأمور الأخرى ستقوم المؤسسة بإنشاء صندوق للبحث والترجمة وتوفير برامج لإعداد أفراد يتمتعون بالصفات الضرورية لقيادة مؤسسات القطاعين العام والخاص فضلا عن منظمات المجتمع المني.
كما توفر المؤسسة بعثات للدراسة العليا في أعرق المعاهد والجامعات الدولية ابتداء من العام 2008، وستقوم المؤسسة أيضا بتقديم منح للأبحاث وإنشاء مراكز بحثية في الجامعات في المنطقة.
وجاء في كلمة الشيخ محمد بن راشد إن برامج المؤسسة تهدف إلى «إعادة الاعتبار إلى الفكر والمفكرين عن طريق الدعم والنشر والجوائز والإعلام وحفز وتشجيع جهود إيجاد حلول لتحديات التنمية الاقتصادية عن طريق تشجيع الإبداع والابتكار وبناء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوفير منصة لصناع القرار في القطاعات كافة للتواصل والحوار وتبادل الخبرات لتشريع تحقيق الحكم الرشيد وحفز بناء الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص وحفز خلق وظائف جديدة».
تقرير التنمية البشرية
وتطرق الشيخ محمد بن راشد إلى تقرير التنمية البشرية العربية الذي أشار إلى الحاجة إلى توفير 15 مليون فرصة عمل في الوقت الحاضر في الدول العربية فضلا عن إيجاد 80 مليون وظيفة في العقدين المقبلين.
وطالما تحدثنا عن التنمية البشرية، فلا بأس أن نشير إلى أداء الدول العربية في تقرير التنمية البشرية للعام 2006 الصادر من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
فقد صنف التقرير 5 دول عربية كلها أعضاء في مجلس التعاون الخليجي بين دول ذات تنمية بشرية عالية، في المقابل تم تصنيف 3 دول في خانة الدول ذات التنمية البشرية الضعيفة، بيد أنه تم تصنيف باقي الدول في خانة الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة.
ووفر تقرير التنمية البشرية للعام 2006 إحصاءات بخصوص 20 دولة عربية من أصل 22 دولة عربية أعضاء في الجامعة العربية فيما لم يصنف التقرير كلا من العراق والصومال ربما للظروف غير الطبيعية في هاتين الدولتين.
وحصلت الكويت على المرتبة الأولى بين الدول العربية بعد أن حلت في المرتبة رقم 33 على مستوى العالم بين 177 شملها التقرير، وهذا بدوره يعني نجاح 32 بلدا في العالم في الحصول على ترتيب أفضل من نتائج أفضل بلد عربي.
وتمكنت الكويت من تحقيق هذه النتيجة لعدة أسباب منها انتشار التعليم إذ تبين أن 93 في المئة يجيدون القراءة والكتابة.
تمنياتنا لمشروع الشيخ محمد بن راشد كل التوفيق والنجاح مع أمل صدور مبادرات أخرى من القادة الآخرين حتى تتمكن دول المنطقة من منافسة الدول المتقدمة، على الأقل لا بأس بالتقليد في أمور تصب في مصلحة الشعوب.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ