لم تكن هذه الرواية من وحي الخيال، ففي إحدى قرى المحافظة الشمالية، وتحديدا في مدينة جدحفص، تفتح إحدى النساء أبواب منزلها 24 ساعة للحوامل اللائي يعانين من بعض المشكلات، وهي مستعدة للقيام بـ«المراخ» فما المانع من تمضية 5 دقائق بخمسة دنانير!

الغريب أن منزلها لا يخلو من الحوامل ليل نهار كما تؤكد إحدى المتصلات والعهدة عليها في هذه المسألة، فما إن تدخل الحامل أو من وضعت حملها عليها حتى تفتح لها باب المجلس، وتأتي وخلاخلها ترن في كلتا يديها، وفي كل يوم تلبس نوعا جديدا من الذهب، وهذا ليس بعجيب لأن دخلها يوازي دخل أكبر مدير في إحدى الشركات الكبرى... صحيح أن بعض الأخوات سيقولون إن الحديث عن هذا الموضوع من المحرمات، ونحن نطمأنهن بأننا لن ندخل في تفاصيل القضية أكثر وسنكتفي بإثارة مسألة بخس الناس أموالهم فهو كل ما يهمنا.

في قرية أخرى قريبة من جدحفص، هناك عجوز تمارس العملية نفسها، وربما بجودة أكثر لأنها أكثر خبرة، ولكن الفرق الوحيد أن العملية برمتها لا تكلف أكثر من 500 فلس، سواء أبقيت المريضة ساعة أو ساعتين! فرق شاسع بين كلتا المرأتين، فالأولى لا تراعي في مريضاتها ذمة وتسلبهم أموالهم، بل إنها تعمد إلى ضمان تكرار الزيارة أكثر من مرتين وثلاث، والثانية تكتفي بزيارة واحدة، إلا إذا استدعى الوضع تكرار الزيارة وفي المرة الثانية لا تطلب أي مبلغ من زبائنها.

وعودة إلى «مراخة» جدحفص، نقول إن أغلى أماكن المساج التي تقدم أفضل الخدمات لا تسلب أموال الناس كما تفعلين، فلا يوجد أي مكان في العالم يأخذ دينارا عن كل دقيقة... وكما يقال فإن أموال الحرام لا تعمر طويلا، وإن عمرت فإنها ستكون كالنار التي تشتعل في بطن وما أسفه الأموال التي تقود صاحبها إلى أقرب باب من أبواب جهنم.

المشكلة أن الغش انتشر في البر والبحر، فهناك من يغش في الملبس، وآخر يضع الروبيان الكبير على الروبيان الصغير ويبيعه على الناس ظنا منه بأنه يخدعهم، وهناك من يغش في الخضراوات والفواكه والقائمة تطول وتطول... هذه القاعدة لا تشمل الجميع من دون أدنى شكل، ففي كل زمان هناك الصالح والطالح، وهناك قصص حقيقية وأخرى خرافية، كتلك التي تقول إن إحدى القرى خلت من «السنانير» لأن أحد المطاعم يصطادها للـ «الشاورما»، واستمر الوضع سنين حتى خلت «سنانير» القرى المجاورة، حينها اكتشفوا أمر المحتال أبو «الشاورما»!