في الشهر الماضي كنت في لندن للمشاركة في ندوة عن الإعلام نظمتها جامعة لندن، وكان من بين المشاركين كبير المحررين في صحيفة «التايمز» مايكل بنيون، الذي قال إنه يستعد للسفر إلى الأردن للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقِد الشهر الماضي في البحر الميت، مضيفا أن صحيفة «التايمز» قبلت عرضا من شركة خليجية تعهدت بطبع الصحيفة وتوزيعها في المنطقة.

صحيفة «التايمز» تُعد من أعرق الصحف في العالم، والتزمت نهجا مميزا منذ البدء بإصدارها في العام 1788. وفي العقود الماضية تَملَّك الصحيفة روبرت موردوخ (من خلال شركته نيوز انترناشونال)... واستطاعت مجموعة ساي ميديا السعودية (مقرها في جدة) أن تحصل على الترخيص من «التايمز» لطباعة النسخة الدولية في دبي وتوزيعها في المنطقة في يوم صدور الصحيفة نفسه في لندن.

الصحيفة تصدر 7 أيام، ولكن عددي السبت والأحد يختلفان عن الأيام الأخرى، ولهذين اليومين محررون مختلفون... وبحسب العادات والتقاليد في بريطانيا فإن عدد القراء يزداد في عطلة الأسبوع، على حين لدينا الحال هي العكس إذ يقل عدد القراء في عطلة الأسبوع. ولعل السبب ثقافي واجتماعي، إذ إن قراءة الصحف تُعد جزءا من السلوك اليومي لجميع أفراد الأسرة؛ ولذلك فإن يوم الأحد (العطلة الأسبوعية الرئيسية) يمثل أهم الأيام بالنسبة إلى عدد القراء والمعلنين وتزداد أعداد الصحيفة بشكل مضاعف، بل يتغير اسم الصحف في هذا اليوم، إذ يضاف إليه كلمة «سنداي»، أي: الأحد.

الفريق الذي دشن الصحيفة في المنطقة زار البحرين قبل يومين وأعلن البدء بتوزيع الصحيفة في البحرين، وقال محرر الصحيفة ليوم السبت جورج بروك إن «النسخة الدولية التي تنطلق في الخليج لن يتم تغيير محتوياتها أو أسلوبها». كما قال إن «(التايمز) ستطلق مسابقة (جوائز التايمز الصحافية في الشرق الأوسط) بهدف تكريم أصحاب المساهمات البارزة في مجالي الصحافة المطبوعة والإلكترونية».

انتقال تجربة صحيفة «التايمز» إلى منطقتنا يبشرنا بمستقبل صحافي أفضل، وهو تأكيد لمكانة الخليج الإعلامية، هذه المكانة التي تحتاج إلى تشريعات لحمايتها وتعزيزها؛ لأن الصحافة والإعلام يحتاجان إلى الحرية والبيئة المناسبتين كي تنطلق إلى آفاق رحبة. وعلينا أن نتصوّر حجم الفائدة الكبرى فيما لو استطاعت البحرين استقطاب صحيفة مثل «التايمز» لافتتاح مقر لها في البحرين، إذ إن ذلك سيساهم في تطوير القدرات إلى المستوى العالمي، ويستتبع ذلك تنمية السوق الإعلامية ويرفع مستواها ويجذب الكفاءات الوطنية إليها.