أكد نواب أن صيد الروبيان بطريقة الجراف (الصيد الجانبي) بدأ يدق ناقوس خطر بدخول البحرين في أزمة سمكية، وأرجعوا ذلك إلى أن هذه الطريقة في الصيد من شأنها تدمير الثروة البحرية للمملكة.

وذكر تقرير أعده عدد من النواب وسلم رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني النائب الشيخ عادل المعاودة «الوسط» نسخة منه أن «صيد الجراف يشمل جميع الحيوانات غير المستهدفة والمواد غير الحية، ويمكن أن يشمل الصيد السلاحف، الأسماك، السرطانات وأسماك القرش، القواقع وقطع المرجان والأعشاب البحرية وحطام القاع».

وبحسب التقرير، فإن «شباك جر الروبيان هي طريقة صيد غير انتقائية نسبيا، لأن كميات كبيرة من صيد الجراف تصاد في الشبكة وتتكون من عدة مئات من الأنواع، وفي المصايد الصناعية الكبيرة يتم التخلص من صيد الجراف عادة على ظهر السفينة، ولكن في المصايد الصغيرة فإن للصيد الجانبي قيمة تجارية وتستخدم للاستهلاك الآدمي أو الحيواني».

من جهته، أكد النائب المعاودة في تصريح لـ»الوسط» أن «المحافظة على البيئة البحرية من شأنها أن تزيد الخير للجميع، للصيادين وغيرهم»، وقال: «إن هذا النوع من الصيد معروف بأنه مضر للبيئة البحرية، إذ يتم وضع قطع خشبية كبيرة تثبت فيها قطع من الحديد وتنزل إلى قاع البحر، وتتسبب في كسر الحجارة التي تتربى تحت الأسماك كما تدمر البيئة البحرية، وبحسب المختصين فإن عشرات الأنواع من الأحياء البحرية يتلفها هذا النوع من الصيد»، لافتا إلى أن «الاستغناء عن هذه الطريقة من شأنه أن يضاعف كمية الروبيان والسمك 3000 في المئة».

وشدد المعاودة على ضرورة اتخاذ الجهات المعنية في البحرين الإجراءات اللازمة لمنع هذا النوع من الصيد أسوة بالدول الخليجية الأخرى وخصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، ونوه بأن هذه الطريقة من الصيد قللت الإنتاج السمكي للبحرين مقارنة بدول الخليج الأخرى.

إلى ذلك، عبر عضو لجنة المرافق العامة والبيئة بمجلس النواب النائب خميس الرميحي عن قلقه من استمرار الصيد بطريقة الجراف، وقال: «هذا النوع يعد خطير جدا على البيئة البحرية، وهذا من واقع دراسات ومشاهدات، إذ تتسبب هذه الطريقة في القضاء على الشعاب المرجانية».

وأوضح الرميحي أن «مناطق كثير في شرق البحرين وجنوبي فشت العظم تكثر بها ظاهرة موت الشعاب المرجانية وذلك بسبب الصيد بالجراف، كما أن الكثير منها مهدد بالموت بسبب التصاق بقايا أدوات الصيد بها وهو ما يتطلب تدخل الجهات المعنية بالبيئة لإزالة هذه البقايا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشعاب المرجانية».

ولم يستبعد الرميحي أن يتسبب الصيد بطريقة الجراف في الإضرار بالمخزون السمكي، لافتا إلى أن صيد كيلو واحد من الروبيان عن طريق «الجراف» من شأنه تدمير 90 كيلوا من الأحياء البحرية.

وحذر الرميحي من أن استمرار الوضع على هذا المنوال من شأنه أن يتسبب في انقراض أنواع كثيرة من الأسماك من المياه البحرينية، وطالب بإبعاد الصيادين الذين يتبعون طريقة الجراف عن المناطق القريبة من فشت العظم التي تعد مناطق حاضنة لتكاثر آلاف الأسماك التي تتجمع في هذه المناطق لوضع بيضها مستفيدة من المياه العميقة.

وذكر الرميحي أن النواب يسعون إلى حشد دعم المهتمين بالشأن البيئي للوقوف والتصدي لاستخدام طريقة الجراف في الصيد. مشددا على أن النواب سيطالبون بتعويض الصيادين المتضررين جراء وقف هذه الطريقة في الصيد.

وعرضت المذكرة النيابية المشكلات التي ترافق استخدام الصيد بطريقة الجراف، وتتمثل في أن الشباك المستخدمة غير انتقائية في صيد الروبيان فبإمكانها صيد أسماك مختلفة الأحجام، واستهداف مناطق توجد فيها الأسماك بكثرة وقليل من الروبيان وخصوصا الفشوت والهيرات، إلى جانب السرعة العالية التي تستخدم أثناء عملية الصيد ما يجعل عملية خروج الأسماك من الشباك شبه مستحيلة.

وقدمت المذكرة التي أعدها النواب مجموعة من الحلول المقترحة للتخفيف من وطأة المشكلة التي يحدثها صيد الجراف، إذ اقترح النواب أن يتم العمل على حماية مناطق صيد الروبيان التي يكون وجود الأسماك فيها قليلا، وخفض أعداد قوارب الصيد باعتبار أن العدد الحالي كبير جدا ولا يتناسب مع المساحات المائية المتاحة لصيد الروبيان، بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الدول التي طورت شباك الروبيان من أجل أن تكون أكثر انتقائية، فضلا عن تعزيز العمل على مراقبة المناطق المحددة لصيد الروبيان بصفة مستمرة وذلك للحفاظ على استدامة مخزون الثروة السمكية»، وطالب النواب في المذكرة بدراسة جدوى وقف صيد الروبيان بطريقة الجراف.

ووفقا للمذكرة النيابية فإن منظمة الأغذية والزراعة أكدت أن أكثر من 7 ملايين طن من أسماك الصيد بطريقة الجراف يتم التخلص منها سنويا بواسطة الصيد التجاري حول العالم، وتعتبر شباك جر الروبيان أكبر مساهم في هذا الكم.