فقدت البحرين - وليس كرزكان وحدها - ابنا بارا من خيرة أبنائها، وصفوة رجالها، ومن أكثرهم طيبا وأحسنهم معشرا... إنه الأخ المرحوم الحاج عبدالنبي كاظم الفردان - طيّب الله ثراه - الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الثلثاء 5 جمادى الأولى 1428هـ (ذكرى ولادة الحوراء زينب «ع»).
لقد ترك فقده ثغرة كبيرة في المجتمع الكرزكاني، نرجو أن يملأها الأكفاء المخلصون من عائلة الفردان أو غيرهم، فإن مجتمع كرزكان زاخر بالخيرين والأخيار المخلصين في خدمة مجتمعهم ووطنهم وأمتهم.
لقد عرفت (أبا عبدالرسول) رحمهما الله منذ سنوات طويلة، فوجدت فيه رجلا محباَ للناس، محبوبا من قِبل الناس - معظم الناس - شهما، دمث الأخلاق، باسم الثغر دائما، متفانيا في خدمة قريته (كرزكان) والمجتمع البحريني كافة.
علاقاته واسعة مع كثير من المسئولين في الدولة والعائلات وعامة شعب البحرين بشرائحه المختلفة وخصوصا علماء الدين والتجار، علاقات لا يفوته أن يسخرها ويستثمرها لخدمة قرية كرزكان وتحقيق الخدمات التي يحتاج إليها المجتمع الكرزكاني.
نشأ الفقيد وترعرع في بيت العائلة (عائلة الفردان) على يد والده الحاج كاظم بن إبراهيم وكانوا يسمونه الشيخ كاظم، إذ كان يتميز بالعلم والقيادة وكان منزله مقصد العلماء والفقراء، وكان سخيا في العطاء، وهذه الميزات انتقلت إلى فقيدنا وأثرت على حياته وعلى علاقاته وخصوصا العلماء الذين يبادلهم الزيارات بحكم العلاقة الوطيدة معهم.
إن من يطلع على سيرة المرحوم الحاج عبدالنبي الفردان بتأنٍ، يتعلم منها الكثير الكثير من الدروس والعِبر، لعل منها قيامه بتوعية وتثقيف أبناء المنطقة وحثهم على الدراسة ومواصلة التحصيل العلمي؛ ما أكسبه حب واحترام الطلبة الذين لايزالون يتذكرون هذه المواقف التي كان لها أثر إيجابي في مسيرتهم التعليمية في ظل غياب الوعي بأهمية الدراسة والتحصيل العلمي لدى الكثير من أهالي المنطقة، وكان - رحمه الله - يمارس دور الموجه التربوي للطلبة في تلك الفترة.
نعم... إن فقيدنا الغالي الحاج عبدالنبي الفردان كان عضوا فعّالا في المجتمع البحريني، شديد الارتباط بالناس، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم المختلفة، لا نبالغ حين نقول عنه: إنه «مَعْلَم» من معالم كرزكان، كما هو «مَعْلَم» من معالم البحرين... رحمة الله عليه، وأسكنه الواسع من جناته، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1729 - الخميس 31 مايو 2007م الموافق 14 جمادى الأولى 1428هـ