الله يغربل ابليسك يا كوندوليزا! هذه آخرتها معاك في الشرق الأوسط الجديد! إما عاشقة وإما معشوقة! قبل شهرٍ ضبطتها صحافة بلادها وهي تطارد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، أما الأسبوع الماضي فقد ضبطها كاتبٌ أميركي ورئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز يطاردها!
أما متقي فقد أنجاه الله منها، حين فرّ بجلده من مطاردتها بحجة وجود العازفة ذات الرداء الأحمر، أما شوكت علي فعليه أن يبحث عن مخرجٍ يبرّر به مطاردته لها، خصوصا أنه سيواجه أعضاء مجلس الشيوخ في إسلام آباد، وهم مثل ليوث الغابة! فقد أصدر المجلس مذكرة لاستدعائه، على خلفية ما نُشر عن محاولته إغواء الآنسة الأميركية البريئة السمراء، مستغلا المباحثات الرسمية التي جرت بينهما قبل عامين، وتحديدا في مارس/ آذار 2005.
وكالعادة في الشرق، كان الباكستانيون آخر من يعلم بواقعة «المغازلة»، إذ نقلت وسائل الإعلام الباكستانية عن كبير محرري مجلة «نيوزويك» الأميركية ماركوس مابري ما قاله عن تباهي رئيس وزرائهم أمام السفراء الغربيين بقدرته على الإيقاع بأية امرأة خلال دقيقتين! وأوضح أن شوكت باشا استعد للقاء جيدا، وغيّر نبرة صوته ليصبح أكثر إغراء لسيدة الدبلوماسية الأميركية الأولى.
مابري الذي أورد ذلك في كتابه عن حياة كوندوليزا، ضبط رئيس الوزراء الباكستاني متلبسا بالجرم المشهود، حين استشهد بما قاله شوكت وهو يحملق جيدا في عيني الوزيرة الأميركية: «إن باكستان بلد التقاليد الثرية»!
هذه التفاصيل «الخطيرة» أثارت الرأي العام الباكستاني، خصوصا بعد أن أقدمت وزيرة باكستانية قبل أسابيع على تقبيل مدرّبها في العلن ونُشرت صورها على الملأ وانتهى أمرها إلى الاستقالة، ما دعا مجلس الشيوخ إلى رفع مذكرة استدعاء لشوكت علي، وطالبوا بتوضيحاتٍ تزيل الغموض في الموقف الدبلوماسي، خصوصا أن «المسألة كما نشرت مشينةٌ للأمة بأسرها وتحتاج إلى مناقشة» كما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
بعد قراءة التقرير، عمدتُ إلى قسم الأخبار الدولية وطلبت من أحد الزملاء أن يستخرج صورة للمدعو شوكت علي، فعلى رغم متابعتي اليومية للأخبار السياسية، لا أذكر أني توقفت من قبل أمام صورة هذا الرجل الذي يُوقِعُ بالنساء في دقيقتين! كنت أتوقّع أن أرى رجلا وسيما أشقر تتهدّل خصلات الشعر على جبهته، عيناه زرقاوان، لا يتجاوز عمره الأربعين عاما، لكن من سوء الحظ ان الزميل أخرج الصورة نفسها التي نشرت للقائه المعشوقة الفاتنة (كوندي)!
الصورة رسمية تماما، نشاهد كل يوم مثلها مئات الصور في الصحف ونشرات الأخبار: رئيس وزراء يصافح وزيرة خارجية زائرة، والاثنان يضحكان بفمٍ مفتوح، فهو يكشف عن أسنان «يقف عليها الصقر»، بينما هي تكشف عن أسنان «مثل الدر المنثور» كما يقول الشعراء العرب القدماء في معشوقاتهم! وليس في الصورة ما يوحي بحدوث «مغازلة» أو محاولة «إغراء» أو «إغواء» كما قال الصحافي الأميركي المغرور مابري... اللهم إلاّ إذا كانت هناك صورٌ أخرى لا نعلم عنها، تكون أكثر شفافية ودلالة ووضوحا من مجرّد المصافحة والابتسام! (نشرت الصورة أمس في «الوسط» بالصفحة 20، لمن أراد الفرجة والاطلاع).
عموما، لن تنقلب الدنيا في باكستان، فشوكت علي إمّا أن ينفي القصة من الأساس، وإما أن يقدّم استقالته إذا ضغط عليه «تحالف الشيوخ»، وإما أن يعترف بحركته الصبيانية ويعتذر عنها للرأي العام، و(يا دار ما دخلك شر). لكنّ المشكلة مع المدام، فلا أحد يعلم ما ستكون عليه ردة فعلها حين تكتشف أن زوجها يوقع بالنساء في دقيقتين، وستراجع شريط حياتها معه، لتحسب كم من النساء أوقع بهن رفيق دربها الخائن خلال ستين عاما!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1729 - الخميس 31 مايو 2007م الموافق 14 جمادى الأولى 1428هـ