العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ

عفوا لا للتدخين...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الحادي والثلاثون من مايو/ أيار الجاري هو يوم لن ينسى من ذاكرة البحرينيين وايضا شعوب العالم الأخرى المتضامنة في تفعيل قوانينها لحظر التدخين في الاماكن العامة.

فإمارة دبي ستطبق من اليوم نظام غرامة مقداره 130 دولارا اميركيا لمن يدخن في الأماكن العامة وليس فقط في المجمعات التجارية بينما في البحرين تبدأها مع المجمعات التجارية كمرحلة أولى لتنتقل فيما بعد الى كل وزارة ومؤسسة ومصنع ومطعم ومقهى وصالونات الحلاقة وحتى المساجد والمآتم (الحسينيات) ومن يخالف ذلك فالغرامة موجودة والقانون ايضا موجود.

البداية كانت تمهيدية وحضارية مع اروقة مجمع سترة عصر أمس مع اعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين في البحرين وكانت النتيجة حتى الآن تجاوب حضاري دون شوشرة ولا اعتراض، فقط الامتثال للقانون مع بطاقة تذكر المدخن والزائر للمجمع بالمرسوم والقانون الذي يمنعه من التدخين بتاتا داخل المجمعات.

اصحاب المقاهي داخل المجمعات رحبوا بذلك على رغم ان البعض ابدى تحفظه بداية، بينما إدارات المجمعات التي تراجع بعضها تخوفا من ان الحظر قد يقلل نسبة حركة البيع والشراء فقد غيروا رايهم من بعد ان ابدى الجانبان الرسمي والأهلي جديتهما في تفعيل القانون وذلك من أجل دعم صحة المجتمع.

و«صحة المجتمع... عفوا لا للتدخين» هو العنوان الذي بدأ يتصدر عناوين الصحف البريطانية والفرنسية منذ اشهر حتى اليوم وهي التي تكتب بشكل يومي عن موضوع حظر التدخين ومكافحته بأي شكل من الاشكال ولاسيما عن مضار التدخين السلبي على غير المدخنين.

باريس وفينا ولندن المعروفة بمقاهيها ومطاعمها وحاناتها الكثيرة غابت عنها صور الدخان الكثيف القادمة من السجائر والسيجار والغليون بداخل هذه الاماكن المغلقة فما عاد لدخان السجائر مكانا ولا ترحيبا بوجوده أو بصاحبه الذي يخالف القانون حتى اصبح شكل المدخن منبوذا.

لقد اصبح الاوروبيون أكثر وعيا بمضار هذا السلوك الاجتماعي حالهم حال الأميركيين الذين ذهبوا الى مقاضاة شركات التبغ التي تصنع السجائر بينما نحن هنا في البحرين ما زلنا نتباهى بصناعة المعسل «القاتل» الذي هو دليل قلة وعي في منطقتنا العربية التي مازالت سوقا رائجة لتدخين كل انواع التبغ وتفشي عادة على اساس انها جزء من العادات والتقاليد التي علينا التشبث بها حتى لو كانت ضارة وهو لأمر يستغرب منه من قبل البعض الذي قد يقاوم الحظر ولكنه ايضا قد يفشل لأن الأمر سيكون تعديا على صحة الآخرين وعلى البيئة ومن ثم عليه ان يدخن في مكانه الخاص بعيدا عن ايذاء ضحايا دخانه... من هنا على المدخن ان يلتزم بتنفيذ القانون داخل المجمع وربما تصبح وسيلة له للتخلص من عادة سيئة تضره وتضر الآخرين.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً