و «دْبَيْ» ما هي مدينه !
دبي : عينه .. يدينه .. جبينه ..
واليابسه ، الليّ جرحها الميْ / «خور دْبَيْ»: هذا أنا !
(1)
هناك مدنٌ تنام مبكرا ..
وهناك مدن تصحو مبكرا .. ولا تنام !
هناك مدن تشرب «حليب» البيروقراطية .. لكي يساعدها على النوم أكثر
وهناك مدن تشرب الأحلام .. والأفكار «المُنشطة» لكي تصحو أكثر .
وكل مدينة بحاجة إلى «سيّد» .. بحاجة إلى «رجل» يتعامل معها كامرأة رائعة ..
يعرف متى يأخذها إلى حفلة أسطورية تتألق فيها، ومتى يأخذها إلى الطبيب لكي تحافظ أكثر على شبابها.
ومتى يأخذها إلى السرير لكي تتفجّر أنوثة!
(2)
و «دبي» لم – ولن – تكون بهذا الشكل
لو لم يكن هنالك رجل اسمه : محمد بن راشد المكتوم .
شكلها بأحلامه، ويديه، وطموحه .. فصارت بهذا الشكل البهي.
أتاها كشاعر، وتعامل معها كقصيدة ..
كتبها على ( بحر الخليج ) هذا البحر الذي مات «الخليل بن أحمد»
من دون أن يضيفه إلى بحور الشعر العربي ..
بحر ٌ اكتشفه محمد بن راشد، وكتب عليه القصيدة الأكثر حداثة .
(3)
قبل ثلاثة عقود ..
دار في شوارعها .. نظر الى بيوتها المتواضعة والمتناثرة على ساحلها المهمل ..
نظر إلى «خورها» البسيط ... في المساء رآها «مهرة» عربية جامحة .. وصغيرة .
ومن دون أن يشعر بالارتباك، تقدّم إليها، وأمسك بالرسن، وأخذها بشجاعة إلى أشهر وأكبر
حلبات السباق في العالم .. وجعلها تفوز في كل حلبات الدنيا ..
الآن، لم تعد الحلبات تسعها .. هي تركض لوحدها !
قلت لكم : لم يرتبك عندما نظر في عيني تلك «المهرة» لأنه – وببساطة – عرف أنه «فارسها».
(4)
هي السيدة .. وهو سيدها .
هي القصيدة .. وهو شاعرها الفذ .
هي المهرة .. وهو فارسها الشجاع .
لهذا لا يمكنك أن تتخيّلها من دونه ..
ولا تدري ..
هل هو «محمد بن راشد» حلم بمدينة استثنائية ..
فتحقق الحلم : «دبي».
أم أن « دبي « حلمت بفتى لا يشبه بقية الفتيان ..
فتحقق الحلم : « محمد بن راشد المكتوم «.
(5)
هناك رجال ينامون لكي يحلموا .. فالأحلام لا تأتي إلا في المنام ..
«محمد بن راشد» يصحو لكي يحلم !
ولا يكتفي بالحلم .. بل يُقاتل لكي يحققه.
تحية له .. ولحلمه الرائع «دْبَــيْ».
العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ
تألق
رائعة :)
@dleeel
انت مبدع
استاذ محمد كم انا معجب باُطروحاتك ومواضيعك وتعليقاتك فانت القلم الناشط الجامح الحر لك شكري ،، ناصر العارضي،، الحجاز .. طيبه الطيبه